إلى معارج المجد الإنساني، ويأخذوا بأيديهم إلى القمم الحضارية الراقية، والرغبة الملحة أيضًا بأن يذوق الناس معهم ما ذاقوا من إيمان منح قلوبهم الطمأنينة والسعادة والرضا، وبأن يشاركوهم في اقتباس العلوم الدينية، والمعارف الأخلاقية، وطرق تنظيم الحياة، ليطبقوها فيسعدوا بها، وبأن تسيروا معهم متعاونين متآزرين متآخين، لتحقيق أكبر مقدار ممكن من التقدم الحضاري الذي حضهم الإسلام عليه في مختلف المجالات الإنسانية، الفكرية والنفسية والسلوكية والمادية.
فالأخوة الإنسانية التي أعلنها القرآن الكريم بقول الله تعالى في سورة "الحجرات: ٤٩ مصحف/ ١٠٦ نزول":
تستدعي أن يحب الإنسان لأخيه الإنسان ما يحب لنفسه، ويتجلى ذلك واضحًا في قلوب المؤمنين التي تمكن منها قول الرسول صلوات الله عليه:"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
وقوله صلوات الله عليه:
"لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير مما طلعت عليه الشمس أو غربت".
والمسلم الفاهم لإسلامه قد أحب لنفسه الإيمان، والالتزام بتعاليم الإسلام، رغبة بتحصيل رضوان الله، وخير الدنيا وسعادة الآخرة، التي ينالها المؤمنون في دار النعيم التي أعدها الله للمتقين، فهو إذن يحب مثل ذلك للناس جميعًا، وبذلك يشعر أنه صار صادق الإيمان صحيح الإسلام.
وإرادة المسلم الفاهم لإسلامه الخير والسعادة للناس جميعًا تجعله شديد الحرص على حمل رسالته الخيرة هذه إلى إخوانه في الإنسانية، وتجعله أيضًا