للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} .

وإعلانًا عن كون القلوب هي مركز التقوى الحقيقية قال الله تعالى في سورة "الحج: ٢٢ مصحف/ ١٠٣ نزول":

{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} .

وإنما كانت التقوى محلها القلب لأن قيمة الأعمال عند الله إنما تكون بالنيات من ورائها، والنيات محلها القلوب.

وكم من عمل ظاهره التقوى والغرض منه في قلب صاحبه مطلب آخر مناف لها، فهو لا قيمة له في نظر الله، وقد جاء في الحديث الصحيح:

"التقوى ههنا، التقوى ههنا".

ويشير صلوات الله عليه إلى صدره وعاء قلبه، ثم قال: "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم وأعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم".

رواه مسلم.

شرح الظاهرة الرابعة: الأخوة الإيمانية

لقد كان من مستلزمات إلغاء الفوارق العرقية والعنصرية والإقليمية والطبقية التي نادت به أسس الحضارة الإسلامية إعلان الأخوة الإيمانية بين جميع المؤمنين، قال الله تعالى في سورة "الحجرات: ٤٩ مصحف/ ١٠٦ نزول":

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة} .

وبهذا غدا المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها من كل عرق ولون ولغة أسرة إسلامية واحدة، تربط ما بين أعضائها رابطة العقيدة والواحدة، والتشريع الواحد، والسلوك المتماثل، والمصالح المشتركة.

<<  <   >  >>