للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوظيفة الثانية: تماثل قيام هذا الجسد كله بالدفاع الصادق إذا تعرض طرف من أطراف أو جانب من جوانبه لهجمات عدو طامع بلحمه أو دمه أو ثوبه أو ماله أو كرامته.

وهذا كله يمثل المصالح المشتركة بين المسلمين مهما تباعدت بهم الديار، وتناءت بهم الأعراق والألوان واللغات والأقطار.

وفي الحديث الصحيح:

"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".

وفي الحديث الصحيح أيضًا:

"المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضًا".

وفي الحديث الصحيح أيضًا:

"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه". رواه مسلم عن أبي هريرة.

وتمكينًا لهذه الجسدية الواحدة قال الرسول صلوات الله عليه كما ثبت في روايات هذا الحديث:

"إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا كما أمركم الله".

وهذه الجسدية الواحدة هي الصورة المثلى لمعنى الأخوة الإيمانية التي أبانها ورسخها الإسلام في رسالته الحضارية للناس جميعًا.

وجدير بنا أن نقول عند المقارنة بين الأخوة الإيمانية والأخوة في النسب

<<  <   >  >>