للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والاجتماعية، ولا يثبت إلا وصف الإيمان المشترك بين جميع المسلمين، فيقول تعالى في سورة "النساء: ٤ مصحف/ ٩٢ نزول":

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا، وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} .

فهل في الحضارات الإنسانية الراقية سمو مثل هذا السمو الذي يقرره الإسلام، وعدل مثل هذا العدل، الذي يهدف إلى صيانة حياة الناس هبة الله لهم، من أن تكون عرضة لظلم ذوي المكانات الاجتماعية، وأصحاب النفوذ والجاه والقوة والعنجهيات العنصرية، وصيانتها من أن تكون عرضة لنزوة غضب تضرب في نفس طائش غضوب، أو عرضة لكيد حاقد أو حاسد، أو طامع أو متكبر.

وهكذا تقرر أسس الحضارة الإسلامية أن الناس في حق الحياة سواء، فلا تهدر دماؤهم إلا بأمر من واهب الحياة، وخالق الأرض والسماوات، أو إذن منه.

هذه هي الحضارة الإسلامية، بينما نجد في حضارات أخرى تفخر برقيها المادي المدهش تمييزات عنصرية منتنة، تهدر فيها حياة أبرياء، لا جريمة لهم إلا ألوانهم السوداء، أو أنهم من أعراق وقوميات أخرى، أو من أحزاب ومذاهب مخالفة.

٢- العدل في مجال الحكم والقضاء والشهادة:

ولقد قرر الإسلام وجوب التزام جانب العدل في الحكم والقضاء، وفي أداء الشهادات، دون تمييز أو محاباة.

<<  <   >  >>