وفي مجال تبادل المسلمين مظاهر الإخاء الإيماني، والبعد عن كل مظهر من مظاهر تعالي بعضهم على بعض يأمر الله تعالى أن يكرم المسلم أخاه المسلم فيرد تحيته بأحسن منها، أو بمثلها مهما كانت الفوارق بينهما، وينهى عن السخرية واللمز والتنابز بالألقاب، مهما وجدت دواعي ذلك.
فقد جعل الله في هذه الآية السخرية واللمز والتنابز بالألقاب من الفسوق، الذي يطلق على مرتكب هذه المنكرات في شريعة الله، وبئس هذا الاسم بعد الإيمان الذي تجمل الإنسان المسلم باسمه، فأطلق عليه أنه مؤمن؛ إذ كان في زمرة المؤمنين.
وفي قوله تعالى في هذه الآية:
{وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} تعبير رائع يشير إلى أن المسلمين كلهم بمثابة أنفس واحدة، فمن لمز أخاه فقد لمز نفسه.
وبهذا نلاحظ مبلغ الرقي العظيم الذي تتصف به أسس الحضارة الإسلامية في بنائها الفكري المجيد.