"ومضى دهر طويل كانت فيه شعوب المملكة العربية أول العارفين بالزراعة، وأحسن العمال، وأجرأ التجار في العالم القديم، وأصبحت الزراعة التي أخذوها عن أساليب بابل والشام ومصر علمًا حقيقيًّا للعرب، أخذوا نظرياتها من الكتب، ثم وسعوها بتدقيقاتهم وتجاربهم، وكانوا يطبقونها بمهارة، ليس بعدها مهارة، وكان رجال الطبقة الأولى منهم لا يستنكفون عن العمل بأيدهم في زراعة الأرض، بينما كان غيرهم يحتقرها ويعدها عملًا مهينًا".
وقال "شارل سنيوبوس" في كتابه "تاريخ الحضارة":
"جرى أمرأء العرب على قاعدة إسقاء الأرضين بفتح الترع، ففتحوا الآبار وجازوا بالمال الكثير من عثروا على ينابيع جديدة، ووضعوا المصطلحات لتوزيع المياه، ونقلوا إلى إسبانيا أسلوب النواعير لضخ المياه، والسواقي التي توزعها، وإن سهل بلنسية الذي جاء كأنه حديقة واحدة هو من بقايا عمل العرب "أي المسلمين" وعنايتهم بالسقيا، ونظم العرب ديوان المياه الذي كان يرجع إليه في مسائل الري".
وقال أيضًا:
"إن العرب استعملوا جميع أنواع الزراعة التي وجدوها في مملكتهم، وحملوا كثيرًا من النباتت إلى صقلية وإسبانيا وربوها في أوروبا فأحسنوا تربيتها، حتى لنظنها متوطنة متبلدة، وذلك مثل الأرز والزعفران والقنب والمشمش والبرتقال والكباد والنخل والهليون والبطيخ الأصفر والعنب والعطر والورد الأزرق والأصفر والياسمين بل والقطن والقصب".
وقال "ويليام ويلكوكس" مهندس الري الكبير في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وأوائل القرن العشرين:
"إن عمل الخلفاء المسلمين في ري العراق في الأيام الماضية يشبه أعمال الري في مصر والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا في هذا العصر".