للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العمران:

وكان للمسلمين نشاط عظيم في ميادين العمران وتخطيط المدن، وهذه آثار حضارتهم العمرانية شاهدة لهم في الشام والعراق ومصر وبلاد المغرب العربي وإسبانيا وإيران وتركيا والهند وسائر البلاد الإسلامية.

وقد وصف المقدسي ميناء عكا التي بناها جده أبو بكر البناء المهندس لابن طولون، والطرق التي استعملها في هندستها حتى تدخل إليها المراكب آمنة، فعدت هذه الميناء من العجائب.

ويقول "ريسون" في كلامه له عن المسلمين:

"وكنت تراهم حيث نزلوا يمهدون السبل، ويعمرون المرافئ، ويصلحون الفنادق والرباطات، ويرتبون سير القوافل، وكانت المدن الإسلامية أوساطًا تجارية كبرى".

وذكر المؤرخون أنه كان في حي من أحياء دمشق وحدها وهو حي الصالحية "جبل مشرف على دمشق القديمة" قرابة "٣٦٠" مدرسة لتدريس مختلف العلوم من مختلف الاختصاصات التي كان لها شأن يومئذ، وهذه المدارس داخلة في نطاق الأوقاف الإسلامية، يضاف إليها المستشفيات، والبيمارستانات والملاجئ التي يأوى إليها ذوو العاهات وأصحاب الحاجات، وكانت هذه المنشآت الخيرية والتعليمية أحسن حالًا وأمتن وآنق من قصور الأثرياء، وذوي الجاه والسلطان آنئد.

والكلام عن المؤسسات الخيرية التي بناها المسلمون وأنفقوا عليها الأموال الطائلة، وأوقفوا عليها الوقاف الكثيرة، ذو شجون، وسنعرض روائعها إن شاء الله في الباب الرابع ما تيسر لنا ذلك.

ونقتطف من كتاب "حضارة العرب" تأليف "غوستاف لوبون" المقتطفات التالية من مواضع متعددة:

"وأنشأ العرب في أفريقية مدنًا كالقيروان وتونس وفاس، وجددوا مدنًا قديمة كتلمسان وبجابة والجزائر".

<<  <   >  >>