٢- مخافة أن يذمه الناس ويصفوه بالبخل فتنحط مكانته بينهم.
٣- الخوف من نقمة القائمين على الجباية لأنهم أصحاب قوة وسلطان.
٤- الرغبة باسترضاء المشرفين على الجباية: واستدرار المنافع المادية أو المعنوية التي تأتي عن طريقهم.
٥- الطمع بربح مادي يأتي عن طريق الشهرة العامة.
٦- الرغبة بسد حاجات من يجبي لهم المال، وذلك بغية درء الأخطار التي قد تأتي من قبلهم، إذا اشتدت بهم الحاجة، وعظم فيهم البؤس.
٧- تلبية عاطفة إنسانية أثارها في نفس الباذل بؤس ذوي الحاجات.
٨- ابتغاء مرضاة الله لأنه يأمر بالخير وينهى عن الشر.
ولدى ترتيب هذه الإجابات التي تمثل أهداف هؤلاء الباذلين لأموالهم ترقى الإجابتان الأخيرتان عن الإجابات كلها، فتحتلان في سلم الأهداف درجة عالية.
ثم لدى البحث والمناقشة ترقي الإجابة الأخيرة التي فيها ابتغاء مرضاة الله فتحتل أسمى الدرجات، وتنزل عنها كثيرًا درجة الإجابة التي تتضمن تلبية عاطفة إنسانية نبيلة فقط.
وبذلك تكون نية ابتغاء مرضاة الله صاحبة المثالية العظمى.
والدليل على هذا أن نية ابتغاء مرضاة الله تتضمن كل عاطفة نبيلة، مع ملاحظة أنها تتضمن معنى عبادة الله، ثم لا يكون إلا في الخير.
وكون نية ابتغاء مرضاة الله تتضمن كل عاطفة نبيلة يظهر لنا حينما نلاحظ أن أوامر الله ونواهيه تربي فينا دائمًا كل العواطف النبيلة، مع صيانتنا عن الانزلاق في عواطف تقضي بنا إلى الوقوع في الشر، أو المساعدة عليه.
بخلاف العواطف الإنسانية المجردة عن ملاحظة مرضاة الله فإنها ربما تكون في الخير، وربما تكون في الشر، أو تساعد عليه، وهي أيضًا خالية من معنى عبادة الله، التي هي فضيلة بنفسها.