للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ج- وقوله تعالى بشأن حزب الشيطان في سورة "المجادلة: ٥٨ مصحف/ ١٠٥ نزول":

{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} .

فهؤلاء فريق من الناس نسوا ذكر الله، بسبب أنهم اتبعوا الشيطان ودخلوا في حزبه، فاستحوذ عليهم بالشهوات، وما في الحياة الدنيا من زينة ومتع ولذات، فعوقبوا على هذا النسيان؛ لأنهم هم الذين أسلموا أنفسهم لأسبابه، وكان باستطاعتهم أن يسلكوا طريقًا آخر، تتدفق عليهم فيه المذكرات بالله من كل جانب.

استحوذ عليهم الشيطان: أي: استولى عليهم وساقهم بشدة، ومنه الحوذي، وهو سائق الدواب.

علاج النسيان:

وقد وضع الله بين يدي المسلم علاجًا مباركًا يطرد عنه عوامل نسيان أمور الخير، ويساعده على تذكرها، وهذا العلاج مؤلف من عنصرين:

العنصر الأول: مفارقة مجالس الظالمين، وهذا العنصر يوحي بالبعد عن مسببات النسيان كلها، وأهمها الانغماس في البيئة المساعدة عليه، قال الله تعالى في سورة "الأنعام: ٦ مصحف/ ٥٥ نزول":

{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} .

العنصر الثاني: ذكر الله، وتدبر صفاته وأسمائه الحسنى، وهذا العنصر يوحي بتصفية النفس من شواغلها المادية، والغضبية، والشهوية، وغيرها، حتى تتفرغ للتذكر الخير، قال الله تعالى في سورة "الكهف: ١٨ مصحف/ ٦٩ نزول":

{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا} .

<<  <   >  >>