للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتحقق هذا العنصر بالتزام ما أمر به الإسلام، واجتناب ما نهى عنه، واتباع ما أرشد إليه بوجه عام، أما ما أباحه فللإنسان أن يفعله أو يتركه ضمن حدود مصلحته التي يراها.

أ- ففي تلبية دوافع الطعام والشراب مثلًا أمر الإسلام الناس بأن يتناولوا من الطيبات ما يدفع عنهم مضرات الجوع والعطش، ونهاهم عن الخبائث من المآكل والمشارب، وعن الإسراف المضر وأباح لهم أن يختاروا من الطيبات من الرزق ما يشاءون, ورغبهم بالاقتصار على مقدار الحاجة، وعدم اتخاذ الطعام والشراب غاية من غايات الحياة، ووجههم إلى فهم أنهما وسيلة مزينة للنفس، وأن الغاية منهما المحافظة على الحياة من جهة، والابتلاء من جهة أخرى.

قال تعالى في سورة "الأعراف: ٧ مصحف/ ٣٩ نزول":

{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ، قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

"ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه".

رواه أحمد والترمذي والبيهقي والحاكم عن المقداد بن معديكرب.

وفي بيان أن الإسلام يحل للناس الطيبات ويحرم عليهم الخبائث: قال تعالى في سورة "الأعراف: ٧ مصحف/ ٣٩ نزول":

{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} .

وقال تعالى في سورة "المائدة: ٥ مصحف/ ١١٢ نزول":

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا

<<  <   >  >>