للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويدخلك جهنم"، فأنزل الله تعالى في إقامة الحجة على هؤلاء قوله في سورة "يس: ٣٦ مصحف/ ٤١ نزول":

{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} .

فقد بين الله جل وعلا في هذا الرد القوي التسوية بين الإنشاء الأول وبين الإحياء مرة ثانية، وأنه لا تفاوت بينهما مطلقًا، وأكد ذلك بقوله تعالى في سورة "مريم: ١٩ مصحف/ ٤٤ نزول":

{وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا، أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} .

وقرب الله هذه الحقيقة أيضًا عن طريق إيراد أشباه محسة لها، فقال تعالى في سورة "الحج: ٢٢ مصحف/ ١٠٣ نزول":

{وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .

وذلك لأن جفاف الزرع وانقطاع تغذيته من الأرض وحصاده يشبه حالة الموت في الأحياء، ثم إن السنة الكونية الدائمة المشاهدة في انشقاق الحبوب، في بطن الأرض ونباتها، بعدما سبق من حالتها التي تشبه حالة الموت، وعودتها إلى الحياة والنضرة كَرَّة أخرى، وذلك عند وجود البيئة الملائمة، من ماء ممتزج بالتراب الصالح، لتعطي تقريبًا حسيًّا مشاهدًا باستمرار، في الظواهر الكونية، لقصة بعث الأحياء بعد موتها، وتفرق أجزاء أجسامها في تراب الأرض.

د- ومن أمثلة الإقناع بالأدلة والبراهين العقلية الآيات القرآنية التي قدمت البراهين على وحدانية الله تعالى.

منها قول الله تعالى في سورة "الأنبياء: ٢١ مصحف/ ٧٣ نزول":

{أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ، لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} .

<<  <   >  >>