للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نظرة عامة:

فإذا نظرنا نظرة عامة إلى وسيلتي الترغيب والترهيب، معًا، وجدناهما قوتين كبيرتين، أولاهما تجذب النفس الإنسانية إلى طريق الخير، وتستعطفها نحوه، بما أعد الله لسالكيه من منافع، ولذات، وخيرات عظيمات، معجلات ومؤجلات، والثانية تصد النفس الإنسانية عن سلوك سبل الشر؛ إذ تملؤها بالخوف مما أعتد الله لسالكها من عقوبات معجلات ومؤجلات.

وباستخدام التربية الإسلامية وسيلة الإقناع الفكري على أكمل صورها، ووسيلتي الترغيب والترهيب على أحكم صورهما، تمت للإسلام خطة الوسائل التربوية المثلى.

ولهذه العناصر الكبرى الثلاثة فروع وتفصيلات كثيرات، ولدى التبصر نلاحظ أن كل الوسائل التربوية التي يتصورها الفكر، والتي يتوصل إليها المربون بالتجربة تندرج في هذه العناصر الكبرى، وتنضوي تحتها.

شرح الواقعية في الأعمال الجماعية:

ومن مظاهر الواقعية في الإسلام الواقعية في مجال الأعمال الجماعية، التي يشارك فيها الضعفاء من المسلمين، والمرضى، وذوو الحاجات.

وتتجلى الواقعية في هذا المجال بمراعاة أحوال هؤلاء؛ إذ نلاحظ أن الإسلام يوجه أولي الأمر من المسلمين، وكل راع في رعيته منهم لمراعاة جانب التخفيف في الأعمال الجماعية العامة، وذلك حتى لا ينقطع الضعفاء والمرضى وذوو الحاجات عن المشاركة فيها، ولئلا يحصل لهم بها أذى.

فمن الهدي النبوي أن الرسول صلوات الله عليه كان حينما يكون في سفر ومعه المسلمون يأمرهم بأن يسيروا بسير ضعفائهم، فيقول لهم: "سيروا بسير ضعفائكم" وذلك لئلا ينقطع هؤلاء عن الركب.

ومن الهدي النبوي في هذا المجال أن يخفف الإمام في صلاته؛ لأنه يؤم أصنافًا من الناس مختلفين، ففي الحديث عن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري

<<  <   >  >>