الأرض من دابة، وفي الشمس والقمر، والنجوم والاهتداء بها، وفي الألوان واختلافها، وفي علم المواقيت وحساب الزمن، وفي علم جغرافية الأرض وتقسيمها وطرفها وما فيها من كنوز، وفي البحار وما فيها من مستخرجات، وفي آثار الأولين وما فيها من دلالات، إلى غير ذلك من كل ما تتناوله يد البحث العلمي بالدراسة والتأمل، وحول هذه الأشياء تتجمع حشود العلوم الكونية، التي ينتقل الباحثون المنصفون المتتبعون للحقيقة من ظواهرها إلى الإيمان بالله خالقها ومحكم نظامها، والإيمان بعظيم صفاته جل وعلا، كما ينتفعون منها في مجال حياتهم الدنيا.
وفيما يلي طائفة من النصوص الإسلامية الكثيرة التي تدفع الناس إلى البحث العلمي الشامل:
١- قول الله تعالى في سورة "البقرة: ٢ مصحف/ ٨٧ نزول":
ففي هذا النص من كتاب الله دعوة للذين يعقلون أن يتصبروا في خلق السماء، وفيما حوته من إتقان صنع وعجائب دالة على عظمة قدرة الله وواسع علمه، وجليل حكمته، وأن يتبصروا في النظام المحكم الدقيق، الذي يتعاقب به الليل والنهار على محيط الأرض، وفي الأنظمة الثابتة المحكمة التي تطفو بها الفلك في البحار، وتتخذ لها على الماء مجاري تجري فيها بما ينفع الناس، وأن يتبصروا في ظاهرة نزول الماء من السماء، بإرادة الله وضمن قوانين مادية ومعنوية ثابتة، ثم في ظاهرة حياة الأرض بالنباتات بسبب الماء، بعد أن كانت قفرًا كأنها ميتة، وأن يتبصروا في عالم الحيوان وما فيه من عجائب وآيات، وفي ظاهرة الرياح وتصريفها، وأسرار ذلك، وفي ظاهرة تصريف السحاب المسخر بين السماء والأرض، وما في كل ذلك من آيات وعجائب منطوية على كمال الإتقان ودالة على عظمة متقنها القادر العليم الحكيم.