للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به بهذه الوسيلة نفسها، فكيف بدعاة الحق، وحملة مصابيح الهدى، إذا أحسنوا استخدام هذه الوسيلة في مجال الحق والخير والفضيلة.

استمالة الأنفس:

وأما استمالة الأنفس بالترغيب بمحابها الخيرة، وبالترهيب مما تكره من شر أو ضر أو أذى، فهي التربية التي تعتمد على وسائل تتجاوز حدود القول إلى مختلف الطرق العملية الترغيبية والترهيبية.

ومن أهمها التآخي والمواساة، وبذل المال والجاه والخدمة، وعرض نتائج طرق الخير وطرق الشر بمشاهد واقعية تملأ الإنسان قناعة وإذعانًا، إلى غير ذلك.

ويدخل في هذا ما شرعه الإسلام من إعطاء المؤلفة قلوبهم نصيبًا من الزكاة لتأليف قلوبهم على الإسلام، ومنه ما كان يفعله الرسول صلوات الله عليه من العطاءات التي تهدف إلى تأليف القلوب، وفي الحديث الصحيح يقول الرسول صلوات الله عليه: "إني لأعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليَّ من الذي أعطي، ولكني إنما أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع وأَكِلُ أقوامًا إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير". رواه البخاري.

ولهذا العنصر من قوة التأثير في حل كثير من العقد النفسية مثل ما للعنصر السابق، بل ربما كان أشد منه لدى بعض النفوس التي يأسرها الإحسان المادي، أكثر مما تأسرها الأساليب البيانية الرفيعة، فكم من عطاء أبلغ من بيان، وكم من إحسان أعظم أثرًا من برهان، وذلك إنما يعود إلى حالة كل إنسان توجه له التربية، ليكون جنديًّا في جيش بناة الحضارة الإسلامية المجيدة.

شروط التربية:

وللتربية بهذه الطرق شروط إسلامية متعددة نذكر منها فيما يلي سبعة شروط:

<<  <   >  >>