صحة ما يدعو إليه المربي الإسلامي والتزامه به، فإذا كان ما يدعو إليه باطلًا لم تكن رسالته رسالة بناة الحضارة الإسلامية المجيدة، مهما استطاع أن يجد لباطله أنصارًا ومؤيدين.
الشرط الثاني:
تقيد المربي الإسلامي في دعوته بالأصول المنطقية الفكرية السليمة، وذلك ليصون دعوته عن الخطأ والانحراف، وليسلح من يقوم على تربيتهم بالحجج والبراهين المنطقية التي تثبت الحق في نفوسهم، وتعطيهم القدة على بثه، ونشره، وغرسه في قلوب الجاهلين.
ومن تقيده بالأمور المنطقية تدرجه من المعلومات إلى المجهولات، على مقدار حال الذين يقوم على تربيتهم ودعوتهم إلى سبيل الله.
الشرط الثالث:
تجرد المربي الإسلامي الذي يحمل رسالة الدعوة إلى بناء الحضارة الإسلامية المجيدة من الغرض الشخصي، وإعلانه هذا التجرد، فعنصر التجرد عن الغرض الشخصي في الدعوة إلى الإصلاح من أهم العناصر المؤثرة التي تجعل المنصفين يستجيبون للدعوة، ويتأثرون بإرشاد الداعي ونصحه وتوجيهه.
ولذلك كان الرسل عليهم الصلاة والسلام يعلنون تجردهم عن الغرض الشخصي بأن يقولوا لأقوامهم:"لا نسألكم عليه أجرًا""لا نسألكم عليه مالًا" ونحو ذلك.
وقد أمر الله رسوله محمدًا عليه السلاة والسلام بأن يقتدي بهدي الرسل السابقين فيقول لقومه:{لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا} قال الله تعالى في سورة "الأنعام: ٦ مصحف/ ٥٥ نزول":