ففي قوله له:{فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} عرض متراخ مملوء باللين والرفق وإعطاء فرعون منزلته في قومه، وذلك من أساليب الحكمة في الدعوة التي يجب الالتزام بها.
وسائل الدعوة:
وللدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وسائل مختلفة، ومنها الوسائل التالية:
الوسيلة الأولى:
اللسان، ويقتدي الداعي الحكيم بطرق وفنون الدعوة التي قام بها الرسل عليهم الصلاة والسلام بصفة عامة, وبطرق وفنون الدعوة التي قام بها محمد صلى الله عليه وسلم بصفة خاصة، ثم بالطرق الناجحة التي سلكها النخبة الممتازة من أصحابه رضوان الله عليهم، والتي سلكها تابعوهم بإحسان.
والدعوة الحكيمة باللسان تتضمن الإقناع الهادي بالحديث الخاص، والإقناع بالخطابة العامة، غير الموجهة لشخص بعينه، وباستمالة القلوب بكل قول لين كريم، وأدبي رفيع، وبياني مؤثر، وعرض الحقائق التي يراد الإرشاد إليها بطريقة غير مباشرة، كأن تكون قصة، أو على طريقة ضرب مثل، وكأن يضرب بها مثل لغيرها على اعتبار أنها من الأمور البدهية المسلم بها، مع تصيد المناسبات الملائمات، واستغلال الظروف النفسية التي تكون النفس معها مهيأة