الخير: هو ما يكسب الإنسان بإرادته في الحياة الدنيا من عمل قلبي أو نفسي أو جسدي يحقق له عند الله خيرًا باقيًا، وسعادة خالدة، وثوابًا حسنًا، ولو كان ذلك العمل شاقًّا أو مضنيًا أو مؤلمًا، أو فيه تعرض للضر والأذى في الحياة الدنيا.
ويلحق بالخير المباحات الشرعية الممتعة النافعة التي لا ضرر فيها، ولا أذى يأتي من قبلها، فإن اقترنت بنية تستحق ثوابًا عند الله كانت خيرًا أصليًّا لا محالة. ويرادف الخير على هذا المعنى الطاعة لله والبر ونحوهما.
الشر: هو ما يكتسبه الإنسان بإرادته في الحياة الدنيا من عمل قلبي أو نفسي أو جسدي يستحق عليه عند الله جزءًا سيئًا، ولو جلب له في الدنيا متعة أو منفعة أو لذة.
ويلحق بالشر المباحات الشرعية إذا اقترنت اقترانًا ملازمًا بما يفضي إلى معصية الله تعالى.
أما الأعمال الإرادية التي لا تشملها أوامر الله أو نواهيه نصًّا ولا قياسًا فهي متروكة للإنسان يفعلها أو يتركها بحسب مشيئته التي توجهها حكمته في تصريف الأمور المباحة له.
المستوى الرفيع:
وأما المستوى الرفيع الذي يرتقي إليه ذوو الأفهام الراقية، وأصحاب الهمم العالية في التتبع والبحث العلمي، فقائم على نظرة شاملة للحياتين الفانية والخالدة، وشاملة للفرد والجماعة، وللروح والفكر، وللنفس والجسد، وللغرائز والطبائع، وشاملة للحياة كلها، بل وشاملة للوجود كله مع العدل والحكمة، وإعطاء كل شيء في الوجود حقه بحسب التوزيع العام المقترن بالموازنات الدقيقات العادلات؛ وهذه النظرة الشاملة لا يستطيع الإحاطة بها إلا خالق الوجود والحياة، وهو منزل الشراع السماوية، والذي جعل رسالة محمد خاتمة رسالاته للناس.
وضمن هذه النظرة الشاملة العادلة الحكيمة أنزل الله للناس أحكام الشريعة