فكان من نتائج هذا العلم، تقعيد قواعد اللسان العربي، ورسم قوانينه، وتمييز أساليبه، وتحديد ضوابطه التي ترتبط بها دلالات مفرداته وجمله وتراكيبه المختلفة.
وكان من ثمرات هذا العمل ابتكار علوم النحو والصرف والاشتقاق، وطائفة أخرى من البحوث المتعلقة بهذا الشأن، حتى صار لدى المسلمين كنز حضاري ثمين، ثم به ضبط لسان العرب، بصورة لا نظير لها في ألسنة الشعوب غير العربية.
العمل الثاني:
جمع مفردات هذا اللسان العربي، في عملية إحصاء واسعة النطاق، مع ضبطها، وتصنيفها بحسبه اشتقاقاتها، وتحديد معانيها، وتسجيل النتائج التي توصلوا إليها مرتبة مصنفة في المعجمات الصغرى والكبرى، مع تدعيم ما توصلوا إليه من نتائج بالشواهد من كلام العرب.
العمل الثالث:
جمع النصوص العربية التي تمثل آداب العرب، في شعرهم، ونثرهم، وحكمهم، وأمثالهم، ونوادرهم، وقصصهم، ونحو ذلك.
وتم هذا الجمع عن طريق رواية الشعر الذي يسمعه متتبعوا البحث، من شعراء العرب أنفسهم، أو من رواتهم له. وعن طريق رواية النثر مما يسمعه المتتبعون من رفيع كلام العرب، أو من رواتهم له، وفق منهج لم يتيسر لهم أفضل منه. وعن طريق التقاط الحكم والأمثال المتداولة بين العرب الذين لم يتسرب اللحن والتغيير إلى ألسنتهم.
وعلى هذا النسق كان جمع سائر نصوصهم، وقد أثمر هذا العمل ثمرات عظيمات ظهرت في دواوين الشعر العربية الأصول، وفي كتب الأمثال، وكتب الحكمة، وكتب أخبار العرب وقصصهم.
وكان للإسلام فضل عظيم على هذه الأمة وعلى لغتها، ولولا القرآن والإسلام لكانت اللغة العربية في عداد اللغات المندثرة منذ قرون.