للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورعت، لم تُولد الحضارة الغربية المعاصرة ولا الحضارات التي تأثرت بها، فنقلت ونمت وحسنت في بعض إنتاجاتها الحضارية.

فالحضارة الغربية المعاصرة، بنت حضارتها على ما أخذته عن الأمة الإسلامية، من منقولات ومبتركات وزيادات تحسينية، والحضارة الإسلامية المتفوقة قد كانت السبب في تغيير مجرى التفكير الغربي الكنسي الجامد، وكانت الباعث لنهضة أوروبا الفكرية والعلمية التي بنت عليها نهضتها الصناعية، ولا سيما المنهج الذي اتخذه المسلمون معتمدين فيه على الاستقراء، والسير، والملاحظة، والتجربة، وتسجيل النتائج، ولم يأخذوا منهج علماء اليونان القائم على النظرات الفكرية والتحليلات الذهنية، والتخيل والسبح في الأوهام، والسقوط في الغيبيات بتصورات لا أساس لها من الصحة.

وقد كانت أوروبا قبل أن تبني حضارتها على ما أخذته عن الأمة الإسلامية، تعيش في ظلام دامس، وسبات عميق، وجاهلية منتشرة، وكانت الفتوح الإسلامية هي التي نبهت أوروبا على ضرورة الأخذ بالأسس الحضارية، التي كانت السبب في تفوق المسلمين على شعوب الأرض، علمًا وحضارة وقوة وبدايات تصنيع، إبان قرون حضارتهم الذهبية المتصاعدة.

٢- النشأة والتأسيس:

١- كان "أبو هاشم خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي ٠٠٠-٩٠هـ" حكيم قريش، وعالمها في عصره، أول فلاسفة المسلمين، وقد كان موصوفًا بالعلم والدين والعقل.

اشتغل بالكيمياء والطب والنجوم، فأتقنها بحسب عصره، وألف فيها رسائلن وكان أول من أمر بإحضار جماعة من فلاسفة اليونان ممن كان ينزل مصر، وكان ممن يتكلمون اللغة العربية، وأمرهم بنقل الكتب من اللسان اليوناني والقبطي إلى اللسان العربي، وذكر من هؤلاء "سفطانيوس" و"وماريانوس".

<<  <   >  >>