اختير خليفة بعد وفاة أخيه "معاوية بن يزويد" فقضى في الحكم مدة قصيرة، ثم زهد فيه وتخلى عنه، ليتفرغ للعلم فلقب بـ"حكيم آل مروان".
قال الجاحظ:"خالد بن يزيد خطيب شاعر، وفصيح جامع، جيد الرأي، كثير الأدب، وهو أول من ترجم من كتب النجوم والطب والكيمياء".
٢- وكان للخلفاء عناية بالعلوم الكونية، وبتوجيه طائفة منهم ترجمت إلى اللغة العربية كتب كثيرة، مما لدى الهنود والأغريق من هذه العلوم، وكانت مدينة بغداد مركزًا مهمًا لها في ظل الخلفاء العباسيين، وكان "أبو جعفر المنصور العباسي وهو عبد الله بن محمد بن علي بن العباس ٩٥-١٥٨هـ" ثاني خلفاء بني العباس١، أول من عني بالعلوم الكونية والطبيعية من ملوك المسلمين، هو باني مدينة بغداد، وفي أيامه شرع المسلمون يطلبون علوم اليونانيين والفرس، وعمل أول إصطرلاب في الإسلام، صنعه "محمد بن إبراهيم الفزاري".
٣- أما الخليفة العباسي "المأمون عبد الله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور ١٧٠-٢١٨هـ" سابع الخلفاء من بني العباس في العراق، وأحد أعاظم الملوك في سيرته وعلمه وسعة ملكه، فقد توسع في ترجمة كتب العلم والفلسفة.
وأسس "بيت الحكمة" المشهور، وتمم ما بدأ به جده المنصور، من ترجمة كتب العلم والفلسفة.
وأتحف ملوك الروم بالهدايا، وطلب منهم أن يبعثوا إليه ما لديهم من كتب الفلاسفة، فبعثوا إليه بعدد كبير من كتب "أفلاطون" و"أرسطاطاليس" و"أبقراط" و"جالينوس" و"إقليدس" و"بطليموس" وغيرهم، فاختار لها مهرة التراجمة، فترجمت، وحض الناس على قراءتها، وقامت دولة الحكمة في أيامه، وقرب إليه العلماء من مختلف التخصصات.