وقد كان فصيحًا مفوهًا واسع العلم، محبًّا للعفو، فمن أقواله: لو عرف الناس حبي للعفو لتقربوا إليَّ بالجرائم.
٤- وامتدت دراسة العلوم الكونية والطبيعية في معظم مراكز العلم والمعرفة في العالم الإسلامي، حتى النائية منها، مثل صقلية والأندلس.
وبرز من أعلام المهتمين بالفلسفة والعلوم الكونية والطبيعية، والذين ترجموا بعض كتب العلوم من اللغات غير العربية أعلام كثيرون، منهم:
- حنين بن إسحاق، وهو "أبو زيد حنين بن إسحاق العبادي ١٩٤-٢٦٠هـ" طبيب، مؤرخ، مترجم، كان أبوه صيدلانيًّا من أهل الحيرة "في العراق". وسافر حنين إلى البصرة، فأخذ العربية عن الخليل بن أحمد الفراهيدي، وانتقل إلى بغداد، فأخذ الطب عن "يوحنا بن ماسويه" وغيره، وتمكن من اللغات اليونانية والسريانية والفارسية، فانتهت إليه رياسة العلم بها بين المترجمين مع إتقانه العربية.
اتصل بالمأمون فجعله رئيسًا لديوان الترجمة، وبذل له الأموال والعطايا، وجعل بين يديه كُتّابًا عالمين باللغات، كانوا يترجمون، وكان "حنين" يتصفح ما ترجموا فيصلح ما يرى فيه خطأ.
وكان المأمون يعطيه من الذهب زنة ما ينقله إلى العربية من الكتب، فكان يختار لكتبه أغلظ الورق، ويأمر كتابه أن يخطوها بالحروف الكبيرة، ويفسحوا بين السطور، ليعظم وزنها.
- الكندي، وهو "أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن الصباح الكندي ٠٠٠-نحو ٢٦٠هـ".
وصف بأنه فيلسوف العرب والمسلمين في عصره، وهو أحد أبناء الملوك من كنده، نشأ في البصرة، وانتقل إلى بغداد، فتعلم، واشتهر بالطب والفلسفة