للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧- وكان من وصايا أهل البصيرة والرشد من علماء المسلمين المشتغلين بالكيمياء، وجوب الاعتماد في الكيمياء على العمل وإجراء التجارب، ومعرفة الأسباب في أجزاء كل عملية، مع الصبر والمثابرة والتآني في استخراج واستنباط النتائج، وكان من وصايا هؤلاء وجوب عدم إضاعة الأوقات فيما هو عديم النفع، أو ثبت بالتجربات المتكررات تعذر الوصول إليه، كتحويل المعادن الخسيسة كالرصاص والقصدير إلى معادن نفيسة كالذهب والفضة.

٨- ولكن قد كان لبعض المسلمين أطماع شديدة في تحويل المعادن الخسيسة إلى معادن نفيسة، فانفقوا أعمارهم في تجارب كثيرة لتحقيق هذه الغاية، فلم تتحقق لهم أمانيهم، إلا أنهم اكتشفوا في طريقهم الطويل، وعلى سبيل المصادفة أشياء ومعلومات لها شأن عظيم في علم الكيمياء، وهذه قد أفادت في تحقيق أغراض أخرى غير الهدف الأقصى الذي كانوا يطمعون في الوصول إليه.

٩- وقد اعتمدت النهضة الغربية العلمية والعملية على منهج علماء المسلمين التجريبي، وعلى ما توصلوا إليه في علم الكيمياء، وكان هذان الأمران هما القاعدتان الأساسيتان، اللتان أقام عليهما الباحثون الغربيون في علم الكيمياء نهضتهم، التي انطلقت صاعدة منذ بدايات القرن السابع عشر الميلادي، وفي حركة البناء والصعود الحضاري طوروا وجودوا وحسنوا وابتكروا وتفوقوا.

١٠- وقد برز في تاريخ المسلمين في مجال الكيمياء أعلام كثيرون أذكر طائفة منهم فيما يلي:

بعض أبرز أعلام المسلمين في الكيمياء ١

١- جابر بن حيان:

هو "أبو موسى جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي ٠٠٠-٢٠٠هـ" فيلسوف كيميائي، من أهل الكوفة، وأصله من خراسان، ويعرف بالصوفي.


١ التراجم مقتبسة من كتاب "الأعلام" للزركلي، ومن كتاب "العلوم عند العرب" لقدري حافظ طوقان، وكتاب "العلوم البحتة في العصور الإسلامية" لعمر رضا كحالة.

<<  <   >  >>