للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من النظريات العلمية، وإلا كان مصيرهم الحرق العلني، بالنار، لكفرهم وخروجهم على المعتقدات الإلهية "بحسب زعمهم الفاسد".

ومن هنا فقط يتضح لنا تمامًا لماذا احتاجت الحضارة في الغرب ألفًا من السنين، قبل أن تبدأ بالازدهار تدريجيًّا، مع أنها قد كانت لديها فرصة مناسبة لتبدأ قبل الحضارة العربية "أي: حضارة المسلمين" بقرنين أو ثلاثة.

وما قال "هيجل HEGEL" عن بوم "منيرفا" الذي لا يبدأ طيرانه إلا عند الغسق، ينطبق على التراث اليوناني السائر إلى الوراء حينئذاك، بل ينطبق انطباقًا أكثر على العلوم في الغرب التي ظلت في دور الحضانة ألفًا من السنين.

وهو لا ينطبق على التطور العربي "أي: تطور المسلمين" ذلك لأن العلوم عندهم لم تكن قط ثمرة متأخرة لشجرة الحضارة.

فما أن انقضى قرن واحد من الزمان على الفتوحات الإسلامية حتى ازدهرت حضارة العرب "أي: المسلمين" وآتت أكلها مكتملة ناضجة". ا. هـ شمس العرب "٣٧٠-٣٧٢".

٥- وجاء فيه أيضًا قولها:

"لقد أحاط العرب "أي: المسلمون" الكتب بقلوبهم، حتى المؤلفات الفنية الدقيقة في الهندسة والميكانيكا والطب والفلك والفلسفة.

وكما تطلب الدولة المنتصرة من الدولة المنهزمة تسليم أسلحتها وسفنها الحربية، شرطًا أساسيًّا لعقد الصلح، هكذا طلب "هارون الرشيد" بعد احتلاله لعمورية وأنقرة تسليم المخطوطات الإغريقية القديمة.

وكما يستولي المنتصرون اليوم على المناجم، والصناعات الحربية الهامة، والأسلحة المدمرة مع مخترعيها، نرى "المأمون" بعد انتصاره على "ميخائيل الثالث" قيصر بيزنطية، يطالب بتسليم أعمال الفلاسفة القدماء، التي لم تتم ترجمتها بعد إلى العربية، ويعتبر ذلك بديلًا عن تعويضات الحرب.

إنها أسلحة تساهم في بناء المجد.

<<  <   >  >>