{سآوي إلى جبل يعصمني من الماء} أي يمنعني منه حتى لا أغرق، فأجابه نوح قائلاً {لا عاصم اليوم من أمر الله} أي بعذاب الكافرين {إلا من رحم} أي الله فهو المعصوم. قال تعالى {وحال بينهما الموج} أي بين الولد العاق والوالد الرحيم {فكان} أي الولد {من المغرقين} . وقوله تعالى {وقيل يا أرض ابلعي ماءك} أي اشربيه وابتلعيه، ويا سماء اقلعي أي من الصب والإمطار، والآمر للأرض والسماء هو الله تعالى. {وغيض الماء} أي نقص ونضب. {واستوت على الجودي١} أي ورست السفينة بركابها على الجودي وهو جبل بالجزيرة قرب الموصل {وقيل بعداً للقوم الظالمين} أي هلاكاً لهم فلم يبق منهم أحداً إذ أخذهم الطوفان وهم ظالمون بدأ الطوفان أول يوم من رجب واستمر ستة أشهر حيث رست السفينة في أول محرم.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
١- الإيمان ينجي، والكفر يهلك ويردي.
- ٢- مشروعية التسمية عند الركوب في سفينة أو غيرها.
٣- عقوق الوالدين كثيراً ما يسبب الهلاك في الدنيا، أما عذاب الآخرة فهو لازم له.
- ٤- مظهر من مظاهر رحمة الوالد بولده.
٥- مظاهر عظمه الرب تعالى وإطاعة الخلق أمره حتى الأرض والسماء.
١ {الجودي} أحد جبال ثلاثة أكرمهم الله تعالى، الجودي بإرساء السفينة عليه، وطور سينا: بمناجاة موسى عليه، وحراء بتعبد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه ونزول جبريل عليه فيه.