للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رحمة وشفقة على بنات جنسها تعلم البشر الرحمة والشفقة والنصح لبني جنسهم لو كانو يعلمون، واعتذرت لسليمان وجنده بقولها وهم لا يشعرون بكم وإلا لما داسوكم ومشوا عليكم حتى لا يحطمونكم. وما إن سمعها سليمان وفهم كلامها (١) حتى تبسم ضاحكا من قولها {وَقَالَ رَبِّ} أي يا رب {أَوْزِعْنِي (٢) } ألهمني {أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ (٣) الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ} أي يسر لي عملاً صالحاً ترضاه مني، {وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} أي في جملتهم في دار السلام.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

١- وجوب الشكر على النعم.

٢- وراثة سليمان لداوود لم تكن في المال لأن الأنبياء لا يورثون وإنما كانت في النبوة والملك.

٣- آية تعليم الله تعالى سليمان منطق الطير وتسخير الجن والشياطين له.

٤- فضل النمل على كثير من المخلوقات ظهر في نصح النملة لأخواتها وشفقتها عليهن.

٥- ذكاء النمل وفطنته مما أضحك سليمان متعجبا منه.

٦- وجوب الشكر عند مشاهدة النعمة ورؤية الفضل من الله عز وجل.

٧- تقرير النبوة المحمدية إذ مثل هذا الحديث لا يتأتى له إلا بالوحي الإلهي.

وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (٢٠) لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ


١- قد اختلف في هل كان سليمان يعلم غير منطق الطير من سائر الحيوان، والذي عليه الأكثرون أنه كان يعلم أصوات سائر الحيوانات ومن ذلك النمل، قال ابن العربي: من قال إنه لا يعلم إلا منطق الطير فنقصان عظيم، وقد اتفق الناس على أنه كان يفهم كلام من لا يتكلم من النبات فكان الشجر يقول له: أنا شجر كذا أنفع من كذا وأضر من كذا فما ظنك بالحيوان؟
٢- الوزع: الكف عما لا يراد، والوازع: الذي يكف غيره عما لا ينبغي، وفعله: وزع يزع وزعا، فإذا زيدت فيه همزة السلب فقيل: أوزع أي: أزال الوزع الذي هو الكف، فقوله في الآية: {فهم يوزعون} أي يكفون أفراد القوات عن التقدم والتأخر حتى يكون السير منتظما. وقوله: {أوزعني أن أشكر نعمتك} أي: أبعد عني ما يمنعني من شكرك على نعمك. فصار أوزعني كألهمني وأغرني.
٣- قال تعالى: {لئن شكرتم لزيدنكم} وقال بعضهم: النعمة وحشيّة قيدوها بالشكر فإنها إذا شكرت قرّت وإذا كفرت فرّت، وقال آخر: من لم يشكر النعمة فقد عرضها لزوالها ومن شكرها فقد قيّدها بعقالها.

<<  <  ج: ص:  >  >>