٢ اضطرب المفسرون في تعليق لام (ليغفر لك) فالسيوطي علقه بكلمة (بجهادك) زادها بعد جملة ليغفر لك أي بجهادك يوم فتحك مكة، وفي التفسير قدرنا جملتي: فاحمده على الفتح واشكره عليه ليغفر لك. وأما الذنب مع إجماعهم أن لا ذنب كبير لعصمته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن أحسن ما قيل فيه هو ما يلي: أما الذنب المتقدم فهو قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بدر: "اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض أبداً" فأوحى إليه: من أين تعلم هذا؟ فكان هذا الذنب المتقدم، والثاني: أنه لما انهزم المسلمون: يوم حنين قال لعمه ناولني كفاً من حصباء فناوله فرمى به المشركين فانهزموا فقال لأصحابه: "لولا أني رميتهم ما انهزموا" فهذا الذنب المتأخر. والحقيقة أن هذا لو عد ذنباً لكان من باب: حسنات الأبرار سيئات المقربين.