وذي صغن كففت النفس عنه ... وكنت على مساءته مقيتاً أي: مقتدراً ٢ هذه الفاء هي الفصيحة، والتقدير: إذا كان الأمر كما علمت من وجود المثبطين والخائفين والمرجوفين فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك. ٣ في الآية دليل على شجاعة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخارقة للعادة، إذ كلفه الله به على انفراد وأمره بتحريض المؤمنين على القتال، ومعنى هذا: أنه أمره بالجهاد ولو كان وحده، ولذا قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "والله لأقاتلهنم حتى تنفرد سالفتي"، أي: حتى أموت. وتحريض المؤمنين هو أمرهم بالقتال وحثهم عليه لا على سبيل الإلزام، كما ألزم به هو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ٤ فلم يقبض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى دانت الجزيرة كلها بالإسلام، ولم يمض أكثر من ربع قرن حتى دخلت دولتا: الفرس والروم في الإسلام؛ لأن "عسى" من الله تعالى تفيد وجوب الوقوع.