للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قسطاً من الأجر والمثوبة، كما أن {وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً} بأن يؤيد باطلاً أو يتوسط في فعل شر أو ترك معروف يكون عليه نصيب من الوزر، لأن الله تعالى على كل شيء مقتدر وحفيظ عليم. هذا ما دلت عليه الآية المذكورة.

أما الآية الأخيرة (٨٦) فإن الله تعالى يأمر عباده المؤمنين بأن يردوا تحية من يحييهم بأحسن منها فإن لم يكن بأحسن فبالمثل، فمن قال: السلام عليكم، فليقل الراد: وعليكم السلام ورحمة الله، ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله. فليرد عليه: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وقوله تعالى: {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً١} فيه تطمين للمؤمنين على أن الله تعالى يثيبهم على إحسانهم ويجزيهم به.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

١- بيان شجاعة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدليل أنه كلف بالقتال وحده وفعل.

٢- ليس من حق الحاكم أن يجند المواطنين تجنيداً إجبارياً، وإنما عليه أن يحضهم على التجنيد ويرغبهم فيه بوسائل الترغيب.

٣- فضل الشفاعة في الخير، وقبح الشفاعة في الشر٢.

٤- تأكيد سنة التحية، ووجوب ردها بأحسن أو بمثل٣.

٥- تقرير ما جاء في السنة بأن السلام عليكم: يعطي عليها المسلم عشر حسنات ورحمة الله: عشر حسنات. وبركاته: عشر كذلك.

{اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً (٨٧) فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ


١ حسيب، هنا: بمعنى محاسب، وحفيظ فلا يضيع حسنات العبد.
٢ شاهده من السنة قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اشفعوا تؤجروا"، وليقضي الله على لسان نبيه ما أحب.
٣ في الآية سنية إلقاء السلام ووجوب رده وقد بينت السنة أن القليل يسلم على الكثير، والقائم على القاعد، والراكب على الماشي، وأن الراد يكون بزيادة: ورحمة الله وبركاته. وأنه لا يسلم على المرأة الصغيرة خشية الفتنة. وأن المصلي إن سلم عليه رد السلام بالإشارة إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>