٢ إن قيل كيف عرف القبول من عدمه؟ فالجواب: إن سنة الله تعالى فيمن سبق أن من قرب لله تعالى فقبله أرسل عليه نارًا من السماء فأحرقته ومن لم يتقبله لم يفعل به ذلك. ويشهد له حديث الصحيح في غنائم بني إسرائيل إذ كانت محرمة عليهم ولم تحل إلا لإمة الإسلام، إذ أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن نارًا تنزل من السماء على الغنائم فتحرقها". ٣ فيه دلالة على أن قابيل لم يكن تقيًا، وقابيل في لغة بني إسرائيل بالنوب: قابين، وكذا هابيل، وقوله: {إنما يَتَقبل الله ... } إلخ. مسبوق بكلام دل عليه السياق، وهو مثل قوله: لم تقتلني ولم أجني شيئًا ولا ذنب لي في قبول الله قرباني وكونه تقبل مني لا يستوجب قتلي {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} . ٤ لما كان أول من سن القتل فإنه لا تقتل نفسًا ظلمًا إلا وعليه كفل منها لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم كفل من دمها؛ لأنه أول من سن القتل". وفي الحديث الآخر: "من سن سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة".