٢ وأنذر به أي: بالقرآن وقيل بيوم القيامة، وكونه القرآن أولى وأصح لقوله تعالى: {فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد} . ٣ في الآية دليل على إبطال شفاعة الأصنام لعابديها، والأولياء للمشركين ممن يذبحون لهم وينذرون كما فيها إبطال لزعم أهل الكتاب القائلين نحن أبناء الله وأحباؤه فسوف يشفع لنا الأب، إذ شرط صحة الشفاعة يوم القيامة أن يأذن الله لمن يشفع وأن يرضى بنجاة المشفوع له. ٤ روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال: كنا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستة نفر فقال المشركون للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اطرد هؤلاء عنك لا يجترئون علينا وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما فوقع في نفس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما شاء الله أن يقع فحدّث نفسه فأنزل الله عز وجل: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم ... } الآية. ٥ في الآية دليل على عدم جواز تعظيم الرجل لجاهه وثوبه وعدم احتقار الرجل لخموله ورثاثة ثوبه. ٦ الفتنة: الاختبار أي: عاملناهم معاملة المختبر لهم فأغنينا بعضا وأفقرنا بعضا واللاّم في قوله تعالى: {ليقولوا} هي لام العاقبة أي: ليقول أغنياء وأشراف المشركين مشيرين إلى فقراء المؤمنين: أهؤلاء من الله عليهم بأن وفقهم لإصابة الحق دوننا، ونحن الرؤساء وهم العبيد.