أي هكذا ابتلينا بعضهم ببعض هذا غني وذاك فقير، وهذا وضيع وذاك شريف، وهذا قوي وذاك ضعيف ليؤول الأمر ويقول الأغنياء الشرفاء للفقراء الضعفاء من المؤمنين استخفافاً بهم واحتقاراً لهم: أهؤلاء الذين من الله عليهم بيننا بالهداية والرشد قال تعالى: {أليس الله بأعلم بالشاكرين} . بلى فالشاكرون هم المستحقون لإنعام الله بكل خير وأما الكافرون فلا يعطون ولا يزادون لكفرهم النعم، وعدم شكرهم لها.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
١- تقرير بشرية الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
٢- تقرير مبدأ أن الرسول لا يعلم الغيب، وأنه لا يتصرف في شيء من الكون.
٣- نفي مساواة المؤمن والكافر إذ المؤمن مبصر والكافر أعمى.
٤- استحباب مجالسة أهل الفاقة وأهل التقوى والإيمان.
٥- بيان الحكمة في وجود أغنياء وفقراء وأشراف ووضعاء، وأقوياء وضعفاء وهي الاختبار.
١ قرئ {فأنه غفور} بالفتح أنّه وقرئ بكسرها على الاستئناف، أمّا على الفتح ففي توجيهه رأيان، الأوّل أن يكون في موضع رفع على الابتداء كأنّه قال: فله أنه غفور رحيم أي: فله غفران الله، والثاني: أن يضم مبتدأ تكون أنّ وما وعملت فيه خبره، فأمره غفران الله له، وهذا الأخير أولى من الأول.