للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي هكذا ابتلينا بعضهم ببعض هذا غني وذاك فقير، وهذا وضيع وذاك شريف، وهذا قوي وذاك ضعيف ليؤول الأمر ويقول الأغنياء الشرفاء للفقراء الضعفاء من المؤمنين استخفافاً بهم واحتقاراً لهم: أهؤلاء الذين من الله عليهم بيننا بالهداية والرشد قال تعالى: {أليس الله بأعلم بالشاكرين} . بلى فالشاكرون هم المستحقون لإنعام الله بكل خير وأما الكافرون فلا يعطون ولا يزادون لكفرهم النعم، وعدم شكرهم لها.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

١- تقرير بشرية الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

٢- تقرير مبدأ أن الرسول لا يعلم الغيب، وأنه لا يتصرف في شيء من الكون.

٣- نفي مساواة المؤمن والكافر إذ المؤمن مبصر والكافر أعمى.

٤- استحباب مجالسة أهل الفاقة وأهل التقوى والإيمان.

٥- بيان الحكمة في وجود أغنياء وفقراء وأشراف ووضعاء، وأقوياء وضعفاء وهي الاختبار.

٦- الشاكرون مستوجبون لزيادة النعم، والكافرون مستوجبون لنقصانها وذهابها.

وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ١ رَّحِيمٌ (٥٤) وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (٥٥) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ


١ قرئ {فأنه غفور} بالفتح أنّه وقرئ بكسرها على الاستئناف، أمّا على الفتح ففي توجيهه رأيان، الأوّل أن يكون في موضع رفع على الابتداء كأنّه قال: فله أنه غفور رحيم أي: فله غفران الله، والثاني: أن يضم مبتدأ تكون أنّ وما وعملت فيه خبره، فأمره غفران الله له، وهذا الأخير أولى من الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>