للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكأن المقصود بهذه الآيات تنبيه البشرية بأنها مقبلة على حدث كبير سوف يغير العالم، ويدخله دوراً جديداً في الدين والأخلاق (١).

٣ ــ وقوله: "ومات أبوه وهو حمل": هذا هو القول الراجح الذي عليه عامة علماء السيرة، وصححه الحافظ الذهبي (٢). وقد ثبت ما يؤيده عن الإمام الزهري، أنه قال: "ولدت آمنةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما توفي أبوه" (٣).

٤ ــ وقوله: "واستُرضع له في بني سعد": بنو سعد يُنسبون إلى سعد بن بكر بن هوازن، إحدى فروع قبيلة هوازن المعروفة التي كانت تسكن الطائف، وكانوا مشهورين بالفصاحة وسلامة اللغة، لذلك كانت قريش ترسل أبناءها إليهم في سنواتهم الأولى.

ورضاعه صلى الله عليه وسلم في بني سعد بن بكر مما لا شك في ثبوته، وقد دلت عليه نصوص كثيرة، منها ما رواه ابن إسحاق قال: حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك، فقال: «دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، واستُرضعت في بني سعد بن بكر» (٤).

٥ ــ وقوله: "فأرضعته حليمة السعدية": حليمة السعدية هي: بنت أبي ذؤيب، أسلمت بعد ذلك، وترجم لها غير واحد في الصحابة (٥).


(١) السيرة النبوية للندوي ص ١٠٠.
(٢) تاريخ الإسلام ١/ ٤٩٩.
(٣) صحيح مسلم «١٧٧١».
(٤) سيرة ابن إسحاق ص ٥١، وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٣/ ٤١٣: "إسناده جيد قوي".
(٥) الإصابة لابن حجر ٨/ ٨٧.

<<  <   >  >>