للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩ ــ وقوله: ""وشُقّ عن فؤاده هناك فردّته إلى أمه": حادثة شقّ الصدر ذكرها ابن إسحاق في السيرة بإسناد جيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «استرضعت في بني سعد بن بكر، فبينا أنا مع أخ لي في بَهْمٍ لنا، أتاني رجلان عليهما ثياب بياض، معهما طست من ذهب مملوءة ثلجاً، فأضجعاني، فشقّا بطني، ثم استخرجا قلبي فشقاه، فأخرجا منه علقة سوداء، فألقياها، ثم غسلا قلبي وبطني بذاك الثلج، حتى إذا أنقياه، ردّاه كما كان» (١).

وكان عمره صلى الله عليه وسلم عندما شُقَّ صدره في بني سعد أربع سنوات أو خمسة (٢).

١٠ ــ وقد حاول بعض المستشرقين ومن تلوث بأفكارهم إنكار حادثة الشقّ، وزعموا أنها أسطورة وخيال (٣)!!

ورُدّ عليهم بأن الحادثة ذكرها عامة علماء السيرة في كتبهم المعتمدة، وأصلها مخرج في صحيح الإمام مسلم، ولم ينكرها أحدٌ من علماء المسلمين، فالواجب التصديق بها.

وما أحسن قول الحافظ ابن حجر في الرد على هؤلاء: "وجميع ما ورد من شقّ الصدر واستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك" (٤).


(١) سيرة ابن إسحاق ص ٥١، وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٣/ ٤١٣: "إسناده جيد قوي". والحادثة أصلها في صحيح مسلم «٢٦١».
(٢) السيرة النبوية الصحيحة ١/ ١٠٣.
(٣) "حياة محمد"!! لهيكل ص ٨٠.
(٤) فتح الباري ٧/ ٢٠٥.

<<  <   >  >>