للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى أنه لا يأتيه أحدٌ منهم وإن كان مسلماً إلا ردّه إليهم، وإن ذهب أحدٌ من المسلمين إليهم لا يردُّونه إليه.

فأقرّ الله سبحانه ذلك كلَّه إلَّا ما استثنى من المهاجراتِ المؤمناتِ من النساء؛ فإنه نهاهم عن ردهنّ إلى الكفار، وحرمهنّ على الكفار يومئذ».

الكلام عليه من وجوه:

١ ــ ما ذكره المصنف أن مدة الهدنة بين المسلمين وقريش كانت عشر سنين ذكره ابن إسحاق في السيرة، قال ابن حجر: "وهو المعتمد" (١).

٢ ــ وقد استدل بهذه الحادثة على جواز عقد الهُدنة بين المسلمين وأهل الحرب من أعدائهم إلى مدة معلومة، إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين.

والجمهور على أنها لا تجوز أكثر من عشر سنين، بناء على ما تم في صلح الحديبية، قال ابن حجر: "وهو الراجح" (٢).

٣ ــ كما دلت الحادثة على أن للإمام التنازل عن بعض الحقوق والمصالح الصغيرة رجاء تحقيق مصالح ومنافع أكبر منها وأعظم.

٤ ــ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على إتمام هذا الصلح، لأنه كان حريصاً على إنهاء حالة الحرب التي تنافي الهدوء والاستقرار الذي يمكن أن تنتشر فيه الدعوة.

٥ ــ وقد كان لهذا الصلح فوائد عدة للمسلمين منها:

أولاً: أن فيه اعترافاً من قريش لأول مرة بالمسلمين، وأن لهم شرعية وكياناً


(١) سيرة ابن هشام ٢/ ٣١٧، فتح الباري ٥/ ٣٤٣.
(٢) المصدر السابق ٥/ ٣٤٣.

<<  <   >  >>