للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مستقلاً تبرم معه العهود والمواثيق.

ثانياً: أن هذا الصلح أتاح للنبي صلى الله عليه وسلم التفرغ للدعوة إلى الله ومراسلة الملوك والزعماء ودعوتهم إلى الإسلام مما لم يكن متاحاً قبل الصلح.

ثالثاً: أن هذا الصلح أتاح للنبي صلى الله عليه وسلم دعوة القبائل التي كانت تخشى قريشاً فأصبحوا يقبلون على الإسلام دون خوف أو وجل.

وقد ذكر أهل السير أن الذين أسلموا في مدة صلح الحديبية وهي سنتان فقط كانوا أكثر من الذين أسلموا قبل ذلك في (١٦) عاماً من عمرة الدعوة، وكل هذا كان من بركات صلح الحديبية (١).

٦ ــ وقد أسلم في زمن صلح الحديبية بعض كبار الصحابة، كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة صاحب مفاتيح الكعبة (٢).

٧ ــ وفي مكاتبة النبي صلى الله عليه وسلم للملوك والأمراء خارج الجزيرة العربية وداخلها دليل على عالمية الإسلام، وأن رسالته لا تقتصر على أناس بعينهم أو بلد بعينه، كما قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الْأَعْرَافِ: ١٥٨].

٨ ــ كما دلت حادثة صلح الحديبة على أن الخِيَرة فيما يختاره الله لعباده المؤمنين، وإن كرهوه في الظاهر، كما قال تعالى: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: ١٩] (٣).


(١) ينظر سيرة ابن هشام ٢/ ٣٢٢.
(٢) دلائل النبوة للبيهقي ٤/ ٣٤٦.
(٣) دراسات في السيرة النبوية ص ١١٥.

<<  <   >  >>