للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ ــ ومن الشواهد ما رواه زيد بن حارثة، قال: كان صنم من نحاس يقال له: إِساف أو نائلة، يتمسح به المشركون إذا طافوا، فطاف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فطفت معه، فلما مررت مسحت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تمسَّه! فقال زيد: فطفت فقلت في نفسي لأمسَّنَّه حتى أنظر ما يكون، فمسحته، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألم تُنه؟! (١).

٤ ــ وفي الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله يحدث: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره»، فقال له العبَّاس عمّه: يا ابن أخي، لو حللتَ إزارك فجعلت على منكبيك دون الحجارة، قال: «فحلَّه فجعله على منكبيه، فسقط مغشياً عليه، فما رُئي بعد ذلك عرياناً صلى الله عليه وسلم» (٢).

وعلق الحافظ ابن حجر على هذا الحديث قائلاً: "وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان مصوناً عما يستقبح قبل البعثة وبعدها" (٣).

٥ ــ ويكفي في الدلالة على حال النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته شهادة زوجه خديجة له وهي أعلم الناس به حين قالت له: "إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلّ، وتُكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" (٤).

٦ ــ وأما حادثة اختصام قريش حول من يضع الحجر الأسود في مكانه عندما جددت بناء الكعبة، وما أشار به النبي صلى الله عليه وسلم من الرأي السديد، فهذه حادثة مشهورة


(١) دلائل النبوة للبيهقي ٢/ ٣٤، وحسنه الذهبي في تاريخ الإسلام ١/ ٥١٦.
(٢) صحيح البخاري «٣٦٤» واللفظ له، صحيح مسلم «٣٤٠».
(٣) فتح الباري ١/ ٤٧٥.
(٤) صحيح البخاري «٣»، صحيح مسلم «٢٥٢».

<<  <   >  >>