للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنها قالت: "لما أرادوا غسل النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا: والله ما ندري أنجرّد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ثيابه كما نجرّد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عز وجل عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلّمهم مكلّم من ناحية البيت لا يدرون من هو: أن اغسلوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليه ثيابه، فقاموا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فغسلوه وعليه قميصه يصبّون الماء فوق القميص، ويدلكونه بالقميص دون أيديهم، وكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه" (١).

٢ ـــ وتغسيل العباس ومن معه للنبي صلى الله عليه وسلم مخرج في المسند من حديث ابن عباس رضي الله عنهما (٢). لكن ورد في المسند إضافة الفضل بن العباس رضي الله عنهما.

٣ ــ وتكفينه صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية من قطن ليس فيها قميص ولا عمامة مخرج في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها (٣).

٤ ــ وفي الحادثة دلالة على فضل هؤلاء الصحابة الذين شرفهم الله بغسل نبيه صلى الله عليه وسلم وتكفينه.

٥ ــ وقوله: "صلُّوا عليه أفراداً واحداً واحداً، لحديث جاء في ذلك رواه البزار، الله أعلم بصحته"، قلت: حديث البزار يدل على أن ذلك كان بأمره صلى الله عليه وسلم ولفظه: «ثم ادخلوا عليَّ فوجاً فوجاً فصلُّوا عليَّ». لكن الحديث ضعيف، قال عنه ابن حجر: "سنده ضعيف" (٤).


(١) سنن أبي داود «٣١٤١»، وحسنه الألباني وشعيب الأرناؤوط.
(٢) مسند أحمد «٢٣٥٧»، وقال شعيب الأرناؤوط: حسن لغيره.
(٣) صحيح البخاري «١٢٦٤»، صحيح مسلم «٩٤١».
(٤) مسند البزار «٢٠٢٨»، فتح الباري ٥/ ٣٦٣.

<<  <   >  >>