للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال لهم إبليس أنا جار لكم من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء تكرهونه. فلما نزلت الملائكة ورآها إبليس نكص على عقبيه وهرب، فقال له الحارث بن هشام - وتشبث به - إلى أين يا سراقة؟ أين تفر؟ فلكمه إبليس لكمة طرحه على قفاه ثم قال: إني أرى ما لا ترون الخ ....

وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذعته (١)، ولقد هممت أن أوثقه (٢) إلى سارية (٣) المسجد حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول سليمان {هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي} فرده الله خاسئاً.

وقد روى النسائي على شرط البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وجدت برد لسانه على يدي ولولا دعوة سليمان لأصبح موثقاً حتى يراه الناس.

وعن أبي أيوب أنه كان في سهوة (٤) له، وكانت الغول (٥) تجيء فتأخذ فشكاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "فإذا رأيتها فقل باسم الله أجيبي رسول الله".

قال فجاءت فقال لها فأخذها فقالت إني لا أعود، فأرسلها، فجاء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم، ما فعل أسيرك؟ قال أخذتها فقالت إني لا أعود فأرسلتها، فقال: إنها عائدة فأخذتها مرتين أو ثلاثاً كل ذلك تقول لا أعود وأجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: "ما فعل أسيرك؟ " فأقول أخذتها فتقول: لا أعود فيقول: "إنها عائدة" فأخذتها فقالت أرسلني وأعلمك شيئاً تقوله فلا يقربك شيء، "آية الكرسي". فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: "صدقت وهي كذوب".


(١) ردعته.
(٢) أربطه.
(٣) عمود.
(٤) مكان بالمنزل.
(٥) الجن حين تظهر ليلاً تسميها العرب غولاً.

<<  <   >  >>