للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد قال تعالى في مصير الإنسان بعد موته:

{فأما إن كان من المقربين. فروحٌ وريحان وجنة نعيم. وأما إن كان من أصحاب اليمين. فسلام لك من أصحاب اليمين. وأما إن كان من المكذبين الضالين. فنزل من حميم. وتصلية جحيم} [الواقعة: ٨٨ - ٩٤].

الثالثة: لم يثبت أن نبياً مرسلاً أو صحابياً أو تابعياً أحضر روح ميت ليسأله عن أمر من الأمور - وكثيراً ما تأزمت أمور وتعقدت مسائل ووجدت قضايا لو قال الميت فيها كلمة واحدة لانتهى الأمر المعضل، وكان ذلك يحدث في حياة المرسلين الذين جاءوا بالمعجزات الباهرة، ومع ذلك لم تحدث مرة واحدة في عصرهم أن أحضرت روح لتقول الكلمة المطلوبة فتفك الأزمة القائمة، وكل ما سمعناه عن الاتصال بأرواح الموتى إنماهو ما يحدث في المنام لا في اليقظة وأما إحياء عيسى عليه السلام الموتى فليس تحضيراً للأرواح إنما هو إحياء للجسم مع الروح، وكذلك إحياء الله ميت بني إسرائيل على يد موسى عليه السلام.

الرابعة: أرواح الموتى لو أحضرت لفاحت منها ومن أخبارها وتصرفاتها رائحة النعيم أو العذاب، ولعرفنا منها أخباراً حقيقة عن أهل الجنة وأهل النار، وعن نعيم الجنة وعذاب النار، وأخبار القبور، والأسئلة والأجوبة بالنسبة للموتى، ولاتضح لنا كل ما يتصل بالعالم الآخر أو أكثره، ولأمكن نشر ذلك كله على الناس ودعوتهم لسماعه، وذلك ما لم يحدث بكيفية علمية مؤكدة.

الخامسة: لو أنك تتبعت كل ما قيل عن تحضير الأرواح لخرجت بنتيجة واحدة هي: أن كل ما قيل عن الأرواح أنها قالته أو عملته، قيل وثبت عن الجن أنها قالت مثله وفعلت مثله.

<<  <   >  >>