للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاختلاط هناك يقرب أن يكون ضربًا من المذاهب الاشتراكية، وكل ما بقي عندهم من لغة الحياء هو أن يتلطفوا فيقولوا: إن هذه الطالبة صديقة فلان الطالب؛ يعبرون بلفظ الصداقة عن أول المعنى ويدعون سائر أحواله؛ إذ لا يبالي أمرهما أحد لا من الطلبة ولا من الأستاذين.. وهناك يعتذر للشباب في مثل هذا بأنه شاب، فتقوم كلمة الشباب في العرف بمعنى كلمة الضرورة في الشرع!

وهم قد عرفوا أن الجامعة لحرية الفكر، ومن حرية الفكر حرية النزعة، ومن هذه حرية الميل الشخصي، ومن حرية الميل حرية الحب؛ وهل يعرف الحب في الجامعة أنه في الجامعة فيستحي ويكون شيئًا آخر غير ما هو في كل مكان؟ أو ليس في لغة الزواج عنهم عبارة "نسيان ماضي الفتاة"..

ولكن اسمعي اسمعي..

فأصاخت الشيطانة؛ فإذا طالب من الأزهر يقرأ لطالب من كلية الحقوق في صحيفة من دفاع أحد خريجي الجامعة!

"وما بال إخواننا الأزهريين يسخطون على الجامعة واختلاط الجنسين فيها، وفي مصر نواحٍ أخرى هي أحق بحربهم وأولى باهتمامهم؟ لعلهم قد نسوا حالنا في الصيف على شواطئ البحر، والناس يمكثون هناك شهورًا عرايا أو كالعرايا".

فقالت الشيطانة: ما له ولهذا؟ لقد أخزى نفسه وأخزى الجامعة، وهل صنع شيئًا إلا أنه يقول للأزهريين: إن أهون الفساد من هذا الاختلاط في الجامعة، وأكثره في شواطئ البحر؛ فما بالكم تدعون أشده وتأخذون على أهونه؟

قال الشيطان: ويحه! وهل يأخذون على أهونه في الجامعة؛ إلا لأنه في الجامعة لا في مكان آخر؟ ولكن اسمعي، ما هذا ... ؟

فأرعيا الصوت سمعهما، فإذا طالب يقرأ في مجلة: "ظهرت الآنسة فلانة وهي تلبس فستانًا أحمر شفتشي بمبي كريبي مشجر ببني وفيونكة أحمر على أبيض"..

قالت الشيطانة: هذا هذا، فهل هي إلا ألوان أفكار تحت ألوان ثياب؟ وهل يظهر سلطان الطبيعة في المرأة بحثًا عن رعيته إلا في ألوان جميلة هي، أسئلة للعيون؟ لقد مثل سرب من الطالبات في هذه الجامعة فصلًا في بعض الحفلات سموه "عرض الأزياء" والفتاة تعرض الثوب، والثوب يعرض الجسم، والجسم والثوب معًا يعرضان الفتاة! وعرض الأزياء في الجامعة هو أمر من الجامعة بإهمال هذه الآية: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: ٣١] .

<<  <  ج: ص:  >  >>