للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[فضل صدقة التطوع واهتمام النبى صلى الله عليه وسلم بأمر الفقراء]-

أبيه (١) قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فى صدر النَّهار قال فجاءه قومٌ حفاةٌ عراةٌ مجتابى النِّمار (٢) أو العباء متقلِّدى السُّيوف عامتهم من مضر، بل كلُّهم من مضر، فتغيَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأي بهم من الفاقة، قال فدخل ثمَّ خرج فأمر بلالًا فأذَّن وأقام فصلَّى ثمَّ خطب (٣) فقال يا أيُّها النَّاس اتَّقوا ربَّكم الَّذى خلقكم من نفسٍ واحدةٍ الخ- الآية. إن الله كان عليكم رقيبًا (٤) وقرأ الآية الَّتى فى آخر الحشر {ولتنظر نفسٌ ما قدَّمت لغدٍ} تصدَّق رجلٌ من ديناره. من درهمه. من ثوبه. من صاع برِّه. من صاع تمره. حتَّى قال ولو بشقِّ تمرةٍ، قال فجاء رجلٌ من الأنصار بصرَّةٍ كادت كفُّه تعجز عنها بل قد عجزت، ثمَّ تتابع النَّاس حتَّى رأيت كومين (٥) من طعامٍ وثيابٍ حتَّى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم


محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عون بن أبى جحيفة عن المنذر بن جرير عن أبيه- الحديث" (غريبه) (١) هو جرير بن عبد الله الصحابى ابن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة البجلى الأحمسى بالمهملتين الكوفى (قال ابن قتيبة) قدم جرير على النبى صلى الله عليه وسلم سنة عشر من الهجرة فى شهر رمضان فبايعه وأسلم، قال وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول جرير يوسف هذه الأمة لحسنه، قال وكان طويلا يصل الى سنام البعير. وكانت نعله ذراعا ويخضب لحيته بزعفران بالليل ويغسلها إذا أصبح. واعتزل عليا ومعاوية. وأقام بالجزيرة ونواحيها حتى توفى سنة أربع وخمسين رضى الله عنه (٢) النمار بكسر النون جمع نمرة بفتحها، وهى ثياب صوف فيها تنمير (والعباء) بالمد وبفتح العين جمع عباءة وعباية لغتان "وقوله مجتابى النمار" أى خرقوها وقوّروا وسطها "وقوله فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم" أى من التأثر رحمة بهؤلاء المساكين (٣) فيه استحباب جمع الناس للأمور المهمة ووعظهم وحثهم على الخير وأعمال البر وتحذيرهم من القسوة والبخل والأعمال السيئة (٤) انما اختار صلى الله عليه وسلم هذه الآية فى خطبته لانها أبلغ فى الحث على الصدقة عليهم، ولما فيها من تأكيد الحق لكونهم إخوة (٥) هو بفتح الكاف وضمها (قال القاضى عياض) ضبطه بعضهم بالفتح وبعضهم بالضم (قال ابن سراج) هو بالضم اسم لما كوّمه وبالفتح المرة الواحدة. قال والكومة بالضم الصبرة والكوم العظيم من كل شاء. والكوم المكان المرتفع كالرابية (قال القاضي)

<<  <  ج: ص:  >  >>