للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٥٤ -

استصحاب النساء في الغزو لمصلحة المرضى والجرحى

-----

إلى الصبح فأناخ ونزلت عن حقيبة رحله وإذا بها فكانت أول حيضتها، قالت فتقبضت إلى الناقة واستحييت، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بي ورأى الدم قال مالك لعلك نفست؟ قالت نعم، قال فأصلحي من نفسك وخذي إناءا من ماء فاطرحي فيه ملحا ثم اغسلي ما أصاب الحقيبة من الدم ثم عودي لمركبك، قالت فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر رضخ لنا من الفيء وأخذ هذه القلادة التي ترين في عنقي فأعطانيها وجعلها بيده في عنقي، فو الله لا تفارقني أبدا قال وكانت في عنقها حتى ماتت، ثم أوصت أن تدفن معها، فكانت لا تظهر من حيضة إلا جعلت في طهورها ملحا وأوصت أن يجعل في غسلها حين ماتت (عن حميد) يعني ابن هلال قال كان رجل من الطفاوة طريقه علينا فأتى على الحي فحدثهم، قال قدمت المدينة في عيرها فبعنا بياعتنا ثم قلت لأنطلقن إلى هذا الرجل فلآتين من بعدي بخبره، قال فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يريني بيتنا: قال إن امرأة كانت فيه فخرجت في سرية من المسلمين وتركت اثني عشر عنزا لها وصيصتها كانت تنسج بها، قال ففقدت عنزا من غنمها وصيصتها فقالت يا رب إنك قد ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه: وإني قد فقدت عنزا من غنمي وصيصتي وإني أنشدك عنزي وصيصتي، قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر مناشدتها لربها تبارك وتعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنزها ومثلها، وهاتيك فاتها فاسألها إن شأت، قال قلت بل أصدقك (باب الأوقات التي يستحب فيها الخروج إلى الغزو والنهوض إلى القتال وترتيب الصفوف وشعار المسلمين) (عن كعب بن مالك) رضي الله عنه قال لقمان كان رسول


مؤخرة الرحل أي وثبت فزعا مما رأت، قال في القاموس تقبض منه اشمأز وإليه وثب بفتح أوله وكسر ثانيه أي حضت الرضخ العطية القليلة، وقد احتج به القائلون بأن المرأة لا يسهم لها وهم الجمهور بفتح الطاء أي الماء الذي تطهر به (تخريجه) لم أقف على من أخرجه بهذا السياق غير الإمام أحمد وفي إسناده محمد بن سحيم لم أقف على من ترجمه، وأمية بنت أبي الصلت، قال الحافظ في التقريب لا يعرف حالها (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا سليمان يعني ابن المغيرة عن حميد الخ (غريبة) بضم الطاء المهملة مشددة بعدها فاء، قال القاموس حي من قيس عيلان العنز بسكون النون أنثى المعز (والصيصة) هنا معناها الصنارة التي يغزل بها وينسج (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عثمان بن عمر قال ثنا يونس عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك قال: لقمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ وعناه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد سفرا تحرى الخروج إليه يوم الخميس، وقلما كان يخرج إلى سفر في غيره، وكونه

<<  <  ج: ص:  >  >>