للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في عمرو بن العاص رضي الله عنه]-

(٢٣٠) (وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه) قال عفلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل.

(٣٣١) (وعن عبد الرحمن بن شُماسة) قال لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة بكى فقال له ابنه عبد الله لم تبكي أجزعا من الموت، فقال لا والله ولكن مما بعد، فقال له قد كنت على خير، فجعل يذكره صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفتوحه الشام فقال عمرو تركت أفضل من ذلك كله شهادة أن لا إله إلا الله إني كنت على ثلاثة أطباق ليس فيها طبق إلا عرفت نفسي فيه، وكنت أول شيء كافرًا، فكنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلو مت حينئذٍ وجبت لي النار، فلما بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أشد الناس حياءً منه، فما ملأت عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا راجعته فيما أريد، حتى لحق بالله عز وجل حياء منه، فلو مت يؤمئذٍ قال الناس هنيئًا لعمرو أسلم وكان على خير حياة فرجى له الجنة، ثم تلبست بعد ذاك بالسلطان وأشياء فلا أدري على أم لي، فإذا فلا تبكين على ولا تتبعني مادحًا ولا نارًا وشدوا على أزاري فإني مخاصم، وسنوا على التراب سنًا فإن جنبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر، ولا تجعلن في قبري خشة ولا حجرًا فإذا دار يتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطعيها استأنس بكم.


(٣٣٠) (سنده) (١) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا اسحق بن عيسى قال حدثني ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عمرو بن العاص قال الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وإسناده حسن اهـ وذلك في باب ما أوتي النبي صلى الله عليه وسلم من العلم في كتاب النبوات.
(٣٣١) (سنده) (٢) ثنا علي بن اسحق قال أنا عبد الله يعني المبارك قال أنا ابن لهيعة قال حدثني يزيد بن أبي حبيب ان عبد الرحمن بن شماسة حدثه قال الخ وشماسة أوله شين معجمة مفتوحة لو مضمومة والميم مخففة وآخره سين مهملة ثم هاء أفاده النووي (غريبه) (٣) فيه أنه ينبغي تذكير المختصر بما كان منه من أعمال الخير ليحسن ظنه بالله عز وجل ويموت على ذلك ولو ضم إلى ذلك آيات وأحاديث العفو والمغفرة كان خيرا (٤) يعني وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما اقتصر عليها لأنها أصبحت علما على الدين كله هذا ويجوز أن تكون التاء في قوله (تركت) مضمومة والمعنى أن عمرا ترك في صحيفة عمله أفضل من الجهاد وهو الإيمان بالله ورسوله ويجوز أن تكون مفتوحة والمعنى أن عبد الله بن عمرو ترك الإيمان في سوابق أبيه وكان ينبغي أن يذكر في أولها (٥) الطبق بفتحتين الحال وكان عمرو على أحوال ثلاث: حال الجاهلية والعداوة للإسلام. وحال الإسلام والصحبة، وحال ما بعد وفاته صلى الله عليه وسلم (٦) الفاعل ضمير يعود على عبد الله ابنه (٧) نهى عن تعداد مآثره لأن الخاتمة غيب ولا يعلمه إلا الله كما نهى أن تصحب جنازته نار لأنه خلاف السنة ورواية مسلم (فإذا أنامت فلا تصحبني فاتحة ولا نار) (٨) المراد استروا عورتي فإن الملائكة سيحاسبونني ويسألونني في قبري (٩) أي صبوا على صبا قال النووي ضبطناه بالسين المهملة وبالمعجمة (١٠) المراد لا تجعلن فوق تبري علامة أعرف بها من خشب أو حجر فإن ذلك أبعد عن الشهرة (١١) قال النووي فيه إثبات فتنة الغير وسؤال الملكين

<<  <  ج: ص:  >  >>