للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في النار يسجرون " [غافر ٧٠].وقد ذكر في نهاية استشهاده " فالحاجة لا تمس إلى إظهار الأدلة على صحة ذلك الكتاب كما يكون لو كنا نكتب لإفادة كافر مثلا ".

ثم يرد على شبهة إيراد التحريف بأن القرآن فصلها في [سورة الأنعام: ٣٤] " ولا مبدل لكلمات الله .. ولقد جاءك من نبأ المرسلين " [يونس: ٦٤] " لا تبديل لكلمات الله .. " الخ. فكثيرا ما يحاول الربط بين الآيات بطريقة التفسيرالموضوعي، والتي لا يعتمد فيها على تفسير كبار أهل العلم، والمجتهدين، والفقهاء، ولكن بناء على تفسيره الشخصي، والذي وإن لجأنا إليه في تفسير آيات الإنجيل، ما كنا لنحتاج كل هذا الجهد في التناظر والتباحث.

رابعا: يسقط معان محددة من واقع فهمه للآيات - حتى وإن نقلها- فلا يبين أوجه الاحتمالات والأقوال الأخرى التي قد تفهم من الآيات، ثم يقوم بالترجيح، بل يزيد الأمر؛ ويستشهد بآيات أخرى في نفس السياق على أنها تؤيد دعواه مثل آية: (لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل .. ) [المائدة: ٦٨] فلم يورد نص الآية كاملا إلى نهايته، واستدل بتفسير ابن عباس في سبب نزول الآية والذي استدل منهما على أن التوراة الحقيقية موجودة، وعلى الناس إظهارها، وبيان الحق، وافترض في ذلك أنها هي التوراة التي بين يديه الآن، أو الإنجيل، هو المقصود " بالحق " في آية ١١٩ من سورة البقرة وأورد أن جملة " وهم يتلون " في آية: (قالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون) [البقرة: ١١٣] أنها تحوي فعلا مضارعا يدل على الاستمرار واقتطع جملة (وهم يتلون) من سياقها عندما أراد بيان أن ما سبق من الكتاب الحق هو المتواجد بين ظهرانيهم إلى الآن.

خامسا: القطع بأن كتاب الله " وهو التوراة " في آية ٢٣ من سورة آل عمران " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون " بكلام أو تفسير البيضاوي، على أن البيضاوي أورد وجهين محتملين في تفسير " كتاب الله " فقد يعني القرآن أو التوراة؛ فهو وصف غير دقيق، وغير أمين من ناحية الأمانة العلمية.

في سورة [المائدة: ٤٩] " وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس ... " يقول صاحب كتاب ميزان الحق أن هذه الآية منقولة من (سفر الخروج ٢١: ٢٣ - ٢٥) وكذلك آية ١٠٥ سورة الأنبياء منقولة من (مزمور ٣٧: ٢٩) .. أن الصديقين يرثون الأرض ويسكنونها إلى الأبد. كذلك تبديل اسم يعقوب بإسرائيل فيقول: هو مشروح بشكل واف في (سفر التكوين ٣٢: ٢٢ - ٣١) وقد عزاها دون توضيح، وفي حديث مشكاة المصابيح في وصف الجنة: " أعددت لعبادي الصالحون ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " (١) يقول أنها منقولة من الرسالة الأولى لبولس إلى أهل كورنثوس (٩: ٢).

سادسا: اتضح وجود خلط في التقسيم واضح - في تقسيمه المبني - تبعا لتقسيم اليهود الذين يقسمون أسفارهم إلى ثلاثة أقسام (الناموس - الأنبياء - المزامير " الصحف ") حسبما أشار (لوقا ٢٤: ٤٤)؛ حيث إن الصحف تبدأ بالمزامير فيدعوها القرآن " الزبور "؛ أي


(١) متفق عليه، أخرجه البخاري في صحيحه لأبي هريرة برقم ٣٢٤٤، ومسلم في صحيحه برقم ٢٨٢٤ والترمذي والبغوي وابن حبان.

<<  <   >  >>