للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن القرآن يقسم الكتاب المقدس إلى ثلاثة أقسام التوراة والإنجيل والزبور دون استدلال واضح أو تقديم أدلة من القرآن الكريم. على أن الصحيح عنده في تلك المسألة - كما يفعل النصارى - وهو أن الكتاب المقدس يحوي العهدين القديم - وهو التوراة - والجديد - وهو الإنجيل - وبناء على هذا فتقسيم القرآن بني على تقسيم التوراة، فضلا عن الخطأ في فهم تقسيمها كذلك!

وأخيرا: استنبط أن أسفار العهدين هما الكتب السماوية المنزلة - لا محالة - بالرجوع إلى تفسير البيضاوي، وبعض العلاقات الرياضية التي لا تثبت مطلقا ما يقول؛ فقد جمع الآيات بطريقة تخدم الفكرة لا على أساس أنه يفند المزاعم، ويدحض الشبه، ويقيم الحجة البينة؛ حيث يقول أن من بديهيات علم أصول الهندسة إذا ساوى شيئان ثالثا فهما لا محالة متساويان؛ حيث نزلت أسفار العهدين - القديم والجديد بنفس الطريقة التي نزل بها القرآن! .

ثم في النهاية يستنبط:

١ - أن أسفار العهدين القديم والجديد - أي التوراة، والزبور، وأسفار الأنبياء والإنجيل، ورسائل رسل المسيح، كانت جميعها منتشرة في عصر صاحب القرآن بين اليهود والنصارى ..

٢ - يقول أن القرآن يقرر أن هذه الأسفار موحى بها من الله، أي منزلة من عنده تعالى.

٣ - يذكر أنه بينما يعظم القرآن نفسه إلى أعلى درجات التعظيم فإنه يساوي بين نفسه، وبين الأسفار المقدسة المتقدمة عليه.

٤ - يذكر أن القرآن يسمي الكتاب المقدس " كتاب الله وكلام الله والفرقان والذكر ونورا وهدى ورحمة ... الخ ..

٥ - ويقول أن القرآن يأمر محمدا - صلى الله عليه وسلم - أو المسلمين أن يرجعوا إلى الكتاب المقدس في تحقيق ما يرتابون فيه من أصول دينهم، ويحرضون النصارى واليهود أن يفعلوا مثل ذلك.

٦ - يذكر أن القرآن يشير على اليهود أن يتخذوا التوراة حكما فيما هم فيه يختلفون.

٧ - كما يذكر أن القرآن يأمر المسلمين أن يشهدوا أنهم مؤمنون بالكتاب المقدس كما هم مؤمنون بقرآنهم.

٨ - وأخيرا - يؤكد أن الذين لا يؤمنون بالكتاب المقدس لهم عذاب عظيم في الآخرة كما لو لم يؤمنوا بالقرآن.

قضية اتصال السند:

ركز فندر على قضية اتصال السند؛ حيث تحدث عن صحة الكتاب المقدس بشهادة القرآن وأورد آيات عديدة ونقل تفسير البيضاوي في إثبات أن تلك الآيات التي نزلت عند قدوم وفد نجران على صاحب القرآن - يقصد محمدا صلى الله عليه وسلم - حيث تناظروا مع أحبار اليهود وتقاولوا بذلك، ليست على شيء؛ أي على أمر يصح ويعتد به الحال إنهم من أهل

<<  <   >  >>