للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلم والكتاب، ومثل قولهم: قال الذين لا يعلمون كعبدة الأصنام والمعطلة، لكنهما وإن اختلفا دينا فقد اتحدا بتسمية كل منهما أهل الكتاب؛ ألا وهما المسيحيون واليهود (١).

تم ذكر عدة آيات منها: " ... يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ... " (٢)؛ حيث يقول بعدها: " ولاشك أنه هو الذي كان وقتئذ موجودا بأيديهم ". ثم يصرح بأن اليهود تلقوا الكتاب - أي التوراة - بالتوارث عن آبائهم؛ حيث يقول في آية ١٦٨: " فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب الخ ". حتى أن القرآن يأمر محمدا - صلى الله عليه وسلم - أن يسأل أهل الكتاب إن حصل عنده شك في القرآن ليتثبت به، واستدل بآية " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك " [يونس: ٩٤].ثم يربطها " وهذا كتاب - أي القرآن - أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه الخ" [الأنعام: ٩٨] ويقول: قال البيضاوي في تفسيرها: يعني التوراة أو الكتب التي قبلها ثم ذكر بعدها: " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب [المائدة: ٤٨]: أي من جنس الكتب المنزلة. ومهيمنا عليه: أي رقيبا على جميع الكتب يحفظها من التغيير ويشهد لها بالصحة والثبات، هكذا قال البيضاوي (٣).

ثم أن القرآن شهد شهادات مفصلة، ومبينة لأجزائه الثلاثة؛ أي التوراة والزبور والإنجيل في سورة [آل عمران آية ٣، ٤]: " وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس ".

ثم يصف حال اليهود: " وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله " [المائدة: ٤٣] وآية: " إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون -إلى أن قال فيها - ومن لم يحكم بما أنزل.

كما ذكر أن اشتهار الأناجيل وانتشارها شرقا وغربا ووصول الروايات - وإن اختلفت - والتحقق منها هو دليل على أمانة أهلها في النقل وصحة الكتاب المقدس.

وقد طالب رحمت الله فندر بالسند المتصل في محفل المناظرة لكنه اعتذر عن تقديمه نظرا لفقده؛ حيث تعرضت البلاد لأحداث عظام فقد على أثرها ذلك السند.

وقد ذكر رحمت الله بأنه قد كان الكذب والخداع في الفرقة المسيحية بمنزلة المستحبات الدينية وكان أرجن من الذين أفتوا بجواز جعل الكتب الكاذبة ونسبتها إلى الحواريين والتابعين أو إلى قسيس من القسيسين المشهورين، كما هو مصرح في الحصة الثانية من الباب الثالث من تاريخ كليسيا المطبوع سنة ١٨٤٨ م لوليم ميور بلسان الأردو وكان سلسوس يصيح في القرن الثاني: "إن المسيحيين بدلوا أناجيلهم ثلاث مرات أو أربع مرات بل أزيد منها تبديلاً كأن مضامينها أيضاً بدلت" وكذا (فاستس) من علماء فرقة (ماني كيز) كان يصيح في القرن الرابع: "بأن هذا الأمر محقق أن هذا العهد الجديد ما صنفه المسيح ولا الحواريون، بل صنفه رجل مجهول الاسم، ونسب إلى الحواريين ورفقائهم خوفاً من أن لا يعتبر الناس تحريره


(١) أورد الآية: "وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لايعلمون مثل قولهم " [البقرة: ١١٣].
(٢) (آل عمران: ٧٠].
(٣) ميزان الحق، ص ٤٣ وما بعدها.

<<  <   >  >>