للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يرد على كل الشبهات ويفندها، على الرغم من إيراد الأقوال بنفسه؛ فأورد تفسير الرازي لكيفية التحريف في الإنجيل وأن البيضاوي ذكر أنه ربما وقع في عصر - صلى الله عليه وسلم - لكن الرازي أكده، والتحريف عبارة عن إبدال لفظ بآخر أو إلقاء الشبه الباطلة أو تغيير المعنى المراد بعد الاجتماع مع النبي وأن شهرة الإنجيل تمنعه من إلحاق ذاك التبديل أو التغيير فيه! لكن بالرجوع إلى تفسير الرازي (ج ١٠ - ص ٩٥) (١) تبين أنه أغفل عن ذكر وجه التحريف الرابع المذكور وهو التحريف بتأويل النص تأويلا فاسدا، وأن الجمع بين تلك الآية وآية سورة المائدة فيثبت الأمران في أنهما يخرجون النص من الكتاب وفي ذات الوقت يأولونه تأويلا فاسدا، وهذا مما يشهد على فندر بعدم الأمانة العلمية في النقل والتحري.

وكعادته يقول: " حاول بعض الكتاب المسلمين أن يثبتوا وجود اختلاف كثير بين أسفار الكتاب المقدس، وزعموا أن هذا الاختلاف دليل على تحريفه، غير أن الكتاب المطلعين ذوي العقول الراجحة، والأفكار النيرة، يسلمون إنه إن كتب كاتبان أو أكثر عن واقعة حال، وكتب كل منهم بمعزل عن الآخر، تأتي كتاباتهم مختلفة اختلافا ظاهريا، ولكن إن اتفقت اتفاقات ما يستدل من اتفاقهم على أنهم متواطئون .. والاختلاف الظاهري بين أسفار الكتاب المقدس أعظم دليل على أمانة أهله! ويكثر من قول: إدراج بسلامة نية - أخطأ بسلامة نية .. كيف يمكن قبول مثل هذا في المتن!

إلقاء بعض الشبه مثل أن: عمر بن الخطاب، وعثمان، غيرا وأخفيا آيات وسورة من القرآن ثم ذكر " فلا يهمنا التحري عما إذا كانت هذه الدعوى صحيحة أو مختلفة ".

وقد دأب على إثبات حججه بمجرد القول دون إسناد أو مرجع مثل: بالرجوع إلى بعض الآيات التي تشير وتؤكد إلى كتب سابقة، وأن الأناجيل مكملة، وبهذا يستنتج أن المخطوطات تعود إلى زمن المسيح دون سند واضح! ويذكر أن العهد القديم يتضمن الوحي الإلهي الذي كتبه الأنبياء والمرسلون إلى زمن المسيح، وأكثر الأسفار متوجة بأسماء الذين كتبوها- ما عدا القليل منها - حيث يعرف كاتبوها من التقاليد القديمة! .. ومع ذلك فإن شهادة المسيح لها وتصديقه عليها - كما صرح القرآن - لا يدع سبيلا للارتياب فيها. وهي تفسيرات مخالفة لصريح نص القرآن.

يعد تقسيم الأسفار عملا دنيويا لا علاقة له بالتشريع." وتقسم في الوقت الحاضر إلى أربعة وعشرين سفرا ".بلغت الأسفار ٣٩ سفرا، وهو التقسيم الذي اعتمد عليه المسيحيون.

تجاهل ذكر التيه، وقصة عبادة العجل! وذكر " وحدث مرارا كثيرة في غضون المدة التي أقاموها في أرض كنعان أنهم سقطوا في وثنية بقايا الشعوب الأصليين، فجازى الله شعبه بأن سلط عليهم الوثنيين، فقهروهم، وكدروا صفو حياتهم، إلا أنه كلما تابوا إليه، ورجعوا إلى عبادته، تعالى نصرهم على أعدائهم - نصرا باهرا- على أيدي أفراد اصطفاهم من بينهم ".إن تعبير "سقطوا في الوثنية": يدل على تحول دينهم تحولا كبيرا بشكل لا يستبعد أبدا تزييف حقائق دينهم الأصلي، وفقد السند، أوالتواتر بالحفظ، أو بالنقل.


(١) علي بن نايف الشحود، المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام، ج ٦، ص ٤٠٩

<<  <   >  >>