للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن عصمة الأنبياء تشمل (١):

العصمة الأخلاقية: وهي ملكة إلهية تمنع من فعل المعصية والميل إليها مع القدرة على ذلك.

وبدورها تشمل جانبين:

- جانب الإثبات: تثبت للأنبياء مجموعة من الصفات الأخلاقية الحميدة واللازمة.

- جانب التنزيه: يتعلق بكونهم قدوة البشر الحسنة وأسوتهم الصالحة، وقادتهم الملهمة، فلو قدر وقوعهم في المعاصي، وارتكابهم الموبقات واقترافهم الآثام لسقطت عنهم مؤهلات القيادة والقدوة.

العصمة في التبليغ: حفظ الله لأنبيائه حتى يبلغوا رسالات ربهم.

يفترض أن العبادات والشعائر الإسلامية وقتية شكلية محددة؛ عكس المسيحية، جاءت لطهارة الأبدان والقلوب في كل وقت، ولا ترتبط بوضوء أو بصلاة محددتين، ويرى أن العهد الجديد شريعة مجددة بشريعة العهد القديم.

يرى إذا وُجد مخلصٌ يمكنه أن يكفر عن الخطايا، ويحرر أسرى الخطية - وحيث إن كل البشر خطاة، فليس منهم من يقدر أن يكفر عن البقية - فيجب أن يكون إنسانا، وإلا فلا يصح أن يكون نائبا عنا ... وما الفرق إذا بين المخلص وصكوك الغفران! .

أما في الفصل الرابع فبنى وأثبت أن المسيح المخلص - وما أتى به من معجزات - قد أثبتتها التوارة التي حفظت بأيدي اليهود، ولغتهم إلى اليوم، ولا يمكن أن تكذب.

كذلك يفرق بين المولود والابن وكأنه يؤكد المعنى القرآني " لم يتخذ صاحبة ولا ولدا "؛ فالابن يشير لمعنى مجازي، ثم يحاول إثبات أن الابن وكلمة الله - الواردة في القرآن - لهما نفس المعنى الدلالي؛ فبذلك فمقولة الآب والابن والروح القدس ليست إلا تثليثا مجازيا وتوحيدا حقيقيا؛ وهو بالتالي يعود فينقض فكرة التثليث.

يضاف إلى ذلك أنه ساوى بين الأقانيم الإلهية، والصفات الإلهية، وذكر أن عيسى المخلص يستحيل أن ينفصل أقنومه. كيف أن المخلص يستحيل عليه أن ينفصل أقنومه في حين أنه انفصل! ولم لا يكون الإنسان كذلك به عدة أقانيم، أو أن عيسى صفة؟ ! .ويساوي بين الابن والصفة أي بين كلمة الله وصفات الله، والكلام غير الصفة غير العقل! . وعاد فنقض كلامه في تساوي الأقانيم واتحادهم وعدم انفصالهم؛ في أن الآب أرسل الابن والروح القدس للخلاص والإقناع. لا يفرق بين الحواري والرسول، وعلى هذا الأساس فجميع الحواريين رسل، وأخذ يضرب بالقرآن - بعض الأمثلة - بذكر الحواريين وأن الحواري كلمة حبشية تعني رسول! .


(١) انظر: عبد الراضي عبد المحسن، نبي الإسلام بين الحقيقة والادعاء، (الرياض: الدار العالمية للكتاب الإسلامي، ط ١، ١٩٩٨ م). ص ٤٨ - ص ٥٩.

<<  <   >  >>