للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما ذكر في الفصل الخامس أنه قد ورد في التوراة نصوصا صريحة تحذر بني إسرائيل أن لا يقبلوا أي نبي من ذرية إسماعيل؛ لأن عهد الله كان مع إسحاق لا إسماعيل (تك ١٧: ١٨ - ٢١ و ٢١: ١٠ - ١٢) ولا يأخذنك العجب إذا قلت لك أن القرآن نفسه يؤيد رأي التوراة من هذه الحيثية؛ لأنه يصرح في مواضع كثيرة أن النبوة موكولة إلى بني إسرائيل، ومن ذلك قوله في سورة العنكبوت آية ٢٧ " ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب ... الخ وقوله " ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين " سورة الجاثية آية ١٥ .. وإن تأكيد وإثبات القرآن لا ينفي ما عداه، وكذلك كانت النبوة بالفعل في ذريتهما.

ظهرت صيغة تهكم منه تجاه العرب واضحة! تث ٣٢: ٢١ " هم أغاروني بما ليس إلها أغاظوني بأباطيلهم فأنا أغيرهم بما ليس شعبا بأمة غبية أغيظهم " قالوا: إن الأمة الغبية المشار إليها هنا هي أمة العرب التي أرسل منها محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث لا يمكن أن تكون أمة اليونان التي أرسل إليها بولس وبقية رسل المسيح؛ لأن أمة اليونان لم تكن غبية بل كانت أهل حكمة وعلم! .وفي موضع تال ذكر- " وكانت تلك الأمم في اعتبار اليهود أمما غبية وثنية! ثم أكد بآيات من الإنجيل على علو اليهوديين الأمم " وأما أنتم فجنس مختار، وكهنوت ملوكي " إلى أن قال " اللذين قبلا لم تكونوا شعبا وأما الآن فأنتم شعب الله الذين كنتم غير مرحومين وأما الآن فمرحومون ".

يرد على المسلمين في زعمهم أحقية نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - في التوراة والإنجيل، وطريقته في الرد ليست بنقض الكلام من زوايا مختلفة، أو اعتبارات غير ما ورد في كتابهم المقدس ... هذا باعتبار صحة سنده واتصاله؛ حيث رد على التعبيرالوارد في القرآن الكريم (روح الله) بأنه ليس محمدا - صلى الله عليه وسلم - - كما فسرها المسلمون - ووجه إبطال الشبهة لديه بأن المسلمين أنفسهم يقولون في قضية صلب عيسى: بأنه شبه لهم - كشخص آخر - فالشاهد لديه يؤكد أنها روح المسيح وقد دخلت جسدا آخر، وكأن الروح لا تنطبق إلا على عيسى عليه السلام - فقط - وهذا يتطلب بدوره إنكار أعراضه الجسدية؛ لأنه دخل جسدا غير جسده فمن الذي يتألم المسيح أم المصلوب؛ أي الروح أم الجسد! وفي الحقيقة وجه الاعتراض الإسلامي لا ينصب - أصلا - على فكرة الأغراض الجسدية وفقط؛ فالروح أمر من أوامر الله وهي قوة تحيي النفس في الجسد.

أما بقية الكتاب فقد ورد فيه قوله مثلا: "ضرب على توقيع علي بن أبي طالب - بالنيابة عنه - تحت إمضاء رسول الله، وكتب ابن عبد الله "، فلم أجد لها أصلا أو دليلا.

كما يثبت النسخ في القرآن بتحريف شيعي، ولا يفرق بين نسخ الحكم، ونسخ المعنى أو الحقيقة، وبين من ينسخ، ولماذا! . ويزعم أن قضية حرق نسخ القرآن أيام عثمان لا تبطل الزعم بعدم التحريف، بل تؤكده.

وعلى خلاف عادته أورد نقطة مهمة في الاختلاف النحوي حول (اثنتي عشرة أسباطا أمما) لكنه على عادته لم يكمل الآية؛ فعشرة تؤنث على أمة وليس سبطا وغيره، مما تعده اللغة بلاغة وسلاسة، يعده خطأ!

<<  <   >  >>