للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لم يجنح الشيخ رحمت الله إلى الأدلة الغامضة والاستنباطات المعقدة، بل ساق أدلته في إظهار الحق بكل وضوح وسهولة في الاستنباط والترتيب، فجاءت كأنها نتائج رياضية علمية لا يختلف فيها اثنان. وقد ابتعد في أدلته عن الفرعيات التي تكون عادة مثار جدل طويل، وركز على نقد العقائد الأساسية التي يكفي إبطال الواحدة منها لهدم الأصول التي يعتمد الخصم عليها.

- أدرج مقدمات وفوائد وتنبيهات

- كثرة أدلته وشواهده

إثباته لوقوع التحريف اللفظي بأنواعه الثلاثة (بالتبديل، والزيادة، والنقصان) وكشف أخطاء كثيرة بين النسخ المختلفة زمنا ولغة، فتجده يشير إلى النسخة العبرانية واليونانية والسامرية، أو الترجمة الإنجليزية والعربية والفارسية والأردية، وهذه القدرة على المقارنة بين النسخ والترجمات والطبعات القديمة والحديثة لكتب العهدين، وتقسيمه ما بينها من فوارق إلى اختلافات وأغلاط، واستشهاده على ذلك بمئات الشواهد، وتقسيمه التحريف إلى أنواعه الثلاثة، وإشاراته إلى مفارقات لم يكن يعلم بها علماؤهم، كل ذلك يدل على تمكنه التام في هذا الفن، وأنه أعلم بكتب العهدين من علمائها، بل إنه يجيب على الاعتراضات التي يمكن أن يجاب بها على وجود هذه الاختلافات والأغلاط والتحريفات.

ثم توصل إلى أن كتاب تقع فيه مثل هذه الاختلافات والأغلاط والتحريفات الزيادية والحذفية والتبديلية لا يمكن أن يطلق عليه أنه كتاب سماوي، ولا أن تكون كتابته بطريق الإلهام، وأن الاحتجاج به ساقط عن الاعتبار.

وقد وضح الشيخ أن فندر في ميزان الحق كان ينقل أقوال علماء المسلمين ويزيد فيها أو يحذف منها أو يبدل حسب المصلحة، وأنه كان يعكس المنقول أحيانا ويجيب عليه، وأنه كان يطلع على كتب الردود الإسلامية ويأخذ اعتراضات العلماء على الخصم ويجعلها أقوالا لهم ليؤيد بها حجته، وإن وجد لهم أكثر من قول يترك القوي منها ويأخذ أضعفها فيقويه ويزعم أنه ما وجد غيره. وعليه فلا مبالغة في القول بأن إظهار الحق هو الميزان الصحيح لميزان الحق.

- التزامه بما يسلم به خصمه من أسفار وأقوال كبار العلماء والمحققين والمفسرين لديهم

فأما الأدلة العقلية فهي معطلة عندهم في مقابل النصوص المحرفة، بل صرح كثير من علمائهم أنه يتوجب على من يريد قراءة كتب العهدين أن يلغي عقله أولا؛ لذا تسلح الشيخ بسلاحهم، وغاص في بطون كتبهم، فاستخرج مما فيها بطلان ما فيها، وأثبت تحريفها ونسخها بنفس آياتها، وأثبت وحدانية الله تعالى ونبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - بنفس آيات أسفارها التي حرفت قصدا لإنكارهما.

- ذكره لأمهات المسائل

<<  <   >  >>